كلمة العدد
المهندس: غسان كامل ونوس
لم نعتد على البرامج إعداداً وإعلاناً وتنفيذاً.. لنعترف بذلك؛ لا قبل الانتخابات ولا بعدها..
إذن.. على ماذا تقوم الحملة الانتخابية؟! على تقديم الذات أم على إشراع التهم للآخرين! إذن؛ ما هي الأسس التي يتم على أساسها الاختيار؟!
الأسس الشخصية؟! ليكن.. ما دمنا نختار عن قناعة، ومن دون ضغط!
وماذا بعد؟!
وعلى أي أساس تتم الممارسة؟!
هل على أساس اجتماعات أو لقاءات أو قرارات؟! ليكن؟!
ألا توجد مهمات ومسؤوليات وقوانين؟! ألا يتطلب العمل مبادرات ومشاركات وجهوداً من الكثيرين حتى تقوم المؤسسة بأعباء العمل؟!
لا ننكر أهمية الصفات الشخصية المناسبة للمسؤولية..
ولا ننكر أهمية التوافق في المؤسسة لإنجاز العمل.
لكن..
هل يتوقف العمل في المؤسسة /أية مؤسسة على بضعة أشخاص يجتمعون ويقررون ويتوافقون؟!
إن في المؤسسة/ أية مؤسسة أشخاصاً يحملون ميزات خاصة وإمكانيات تؤهلهم للقيام بما يرفد الأعمال المعتادة بعناصر أكثر حيوية وجدّة، كيف نصل إليهم؟!
لا بد من أن يبادر هؤلاء إلى التعريف بأنفسهم؛ تلك مسؤوليتهم، كما أن من مسؤولية العاملين في المؤسسة البحث عنهم. وإذا ما حدث هذان الأمران معاً ستختصر المسافة والزمن، ويصبح النهوض أكثر احتمالاً، والإنجاز المقنع أقرب!
نقول هذا الكلام، بعد أن تمت تسمية رؤساء وأعضاء الأقسام واللجان الهندسية وأمناء سر الوحدات الهندسية في فرع النقابة ومن البدهي أن يتولى هؤلاء الأشخاص المختارون تنفيذ مهامهم، ومن الواجب أن يكون لكل منهم دوره وحضوره الذي يبرر اختياره، ويؤكد جدارته. ولا شك في أن من المثالية التي لا نتوقعها أن يقول أي من الذين تم اختيارهم: أعتذر عن عدم قدرتي على القيام بالمطلوب، لأن إمكانياتي تؤهلني للعمل في لجنة أخرى، أو مكان آخر، حتى خارج اللجان..
لكن من غير المرغوب أن يقوم شخص بمسؤولية الآخرين ويعمل عنهم، ويتحمل أعباء وجودهم أو مشاكساتهم على حساب العمل، ومن العبث حينئذٍ أن ننتظر الكثير من الإنجاز!
إن إشارتنا هذه لا تنال من الزملاء المختارين، ولا تشكك في قدراتهم؛ بل هي تحفيز على العمل، ودعوة أو تنبيه إلى ضرورة أن تظهر المواهب والقدرات مبادراتٍ وأفكاراً وأفعالاً وإنجازات.. لا علاقات وامتيازات وعثرات.
ولا بأس من الإشارة أيضاً إلى أهمية أن يرى المجدون أصداء عملهم، بعد وقت مناسب، وأن يعرف المقصرون أن هناك من ينظر إلى هممهم. ومن الضروري أن يكون لمثل هذه المظاهر نتائجها التي يراها الجميع، فتترك لديهم الإحساس بأن هناك من يقوّم بجدية وموضوعية.. فيكون ذلك سبيلاً وحافزاً لمشاركة القادرين، ومساعداً على ابتعاد العاجزين عن الحلبة التي تحتاج مساهمين بإحساس مميز، وأريحية خاصة، واستعداد للعطاء الذي تحتاجه مهنتنا الهندسية، ولا سيما في هذه الأيام.
رئيس لجنة الإعلام والنشر
المهندس غسان كامل ونوس
الفئة: نصوص هندسية
الجنس الأدبي: مقال
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: نورس الهندسة
تاريخ النشر: غير محدد