الفئة: حوارات
المحاور: محمد قنات
توصيف الحوار: تصريح صحفي حول اجتماع المكتب الدائم
الناشر: جريدة الرؤية العُمانية
تاريخ الحوار: غير محدد

أحداث سوريا

ومن جانبه قال غسان كامل ونوس رئيس الوفد السوري في اجتماعات الكتاب والأدباء العرب أنّهم منذ وصولهم إلى مسقط وجدوا حفاوةً وكرمًا عربيًا أصيلا، وأنّ هذا التعامل لم يقل لحظة واحدة طوال تواجدهم في الاجتماعات، وتابع أنّ هذا التعامل يدل على كرم النفس والطباع التي يتمتع بها المجتمع العماني.

وأشار إلى أن الأحداث التي مرت بها سوريا والتدخلات التي شهدتها من أقطار أخرى، وأنّ هذه الزيارة أعادت الروح الحقيقية التي من المفترض أن يشعر بها كل عربي في داخله، وأضاف أنّ الشعب السوري تربى على حب العرب باعتبار أنّ الثقافة والتفكير عربي واحد وأنّ الشعب العربي في جميع الأقطار يمثل سوريا وتمثله، وأنّ الزيارة ظهرت أهميّتها في هذا الجانب بحيث أعادت الروح العربية الحقيقية والتعاون بين الدول العربية، وذلك من خلال المشاركين العرب في الاجتماع من جميع الدول، وأنّ الاجتماع أتاح لهم فرصة التعرف أكثر على المزايا العربية الكبيرة التي يتمتع بها الشعب العماني الذي يزيده التنوع المذهبي والثقافي والاجتماعي تماسكًا وترابطًا، وأنّ هذا التنوّع يشبه إلى حد كبير التنوّع السائد في سوريا، وأعرب عن أمله في أن يستمر ما أسماه بالتعايش في سلطنة عمان، وقال إنه ضرب في سوريا عن قصد بعد أن استهدفت من الخارج بمؤامرة كبرى بشكل صريح ومفضوح .

وقال إنّ المشهد الثقافي في سوريا الآن لابد أن ينفصل عن هذه الفترة الطارئة ووصفه بالمشهد الثري الحر على اختلاف الأجناس الأدبية التي تتعايش مع بعضها، وأن هنالك حراكا ثقافيا واسعا يتعلق بالشعر والقصة الحديثة والتقليدية وأضاف أنّ القصة القصيرة ظهرت في المجتمع السوري لسنوات إلا أنّها ضعفت الآن ولم تنمُ كما يجب، وأصبحت حالة خاصة إلى جانب وجود الرواية باعتبار أنّ سوريا بها كمّ هائل من الكتاب الروائيون وأنّهم اتخذوا منحي الحداثة .

وأشار إلى أنّ النشاط الثقافي في سوريا غني ومتنوع ويمتد إلى جميع المحافظات والمدن السورية.

وتابع أنّ المثقف العربي لا يمكن أن يقف شاهد زور حيال القضايا التي تدور في الدول العربية ولكنّه لا يمكن أن يتخذ جانبًا موازيًا للجوانب السياسيّة خاصة وأنّ السياسي يمكن أن يتخذ مواقف من أجل مصلحة آنيّة في خدمة الهدف الإستراتيجي الذي يقصده ولكن لا يمكن أن ينطبق هذا الأمر على المثقف الذي يعتبر بوصلة الإنسان والحياة فإذا فسدت هذه البوصلة لا يوجد شيء آخر يدل على الاتجاه الصحيح، وتابع أنّ على المثقف ألا يصمت وألا يوالي السلطة أو رجال النفوذ ورجال الأعمال .

وأبان أنّ المثقفين والكتاب والأدباء ينتظرهم دور كبير من أجل نشر الثقافة والإرث العربي في ظل الغزو الفكري والثقافي الغربي ورأى أنّ من يتخلى عن هذا الدور يعتبر مشاركًا في الهجمة على العالم العربي وثقافتة وحضارته ويجب ألا يلزم المثقفون الصمت وأن تكون لهم أفكارهم وآراؤهم تجاه العديد من القضايا، وتابع أنّه ينبغي على المثقف العربي أن يسجل ما يراه ويشعر به وما يقرأه من وراء الأحداث، وألا يكتفي المثقف بظاهرها فقط وذلك يجب أن يكون عبر النشرات وعقد الندوات والإعلام .

واعتبر أن اجتماع الكتاب والأدباء العرب في مسقط مناسبة هامة لبلورة اتجاه حقيقي ومؤثر في الحياة الثقافية والسياسية خاصة وأن هنالك توافقا كبيرا في هذا الاجتماع، وأن لديهم رؤية استراتجية حقيقية إلى جانب رؤية واقعية لما يجري في العالم العربي وأنّ الاتفاق على أن الشعارات المرفوعة ليست هي المقصودة على الإطلاق بل إنّ المقصود هو الشعب والمصير العربي.

*اللقاء جرى في أثناء انعقاد الاجتماع الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في مسقط، وهو معدّ بتصرّف وصياغة من قبل الصحفي، وتقع على مسؤوليته الأخطاء في اللغة والتعبير، والابتسار أو التعميم في بعض الأفكار؛ لكن لأهمية المناسبة والتوثيق ارتأينا نشره في الموقع كما ورد في الجريدة.

اترك رداً