الفئة: شعر
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: فارس العرب
تاريخ النشر: 2015-01-01
رابط النص الأصلي: 

مُترعٌ بالخطايا الوشيكات
والصباحُ منفلتٌ
من طقوسِ البدايات
يستعيذ بالنّزعِ
في هلوساتِ الحنينِ
إلى أيكة حانيهْ
والدّروبُ العصيّات في نبضها
ترتدي وشمَ قافلةٍ
أهرقتْ حدوَها
حسرةً حسرةً
والحكايا ملّها العيدُ
فانثنى
يحتمي بالأخاديدِ
سنَّها العازمون
قافلين
من رحلةٍ خاويهْ
*
غيمةٌ أم ظلال؟!
خيمةٌ
في بيادرِ العمرِ
تشتكي
أسرفَ الرّبْعُ
في اقترافِ المدى
… يا قتامَ الصباحاتِ
قفرٌ في مدى همّتي
يا ولوعَ المساءاتِ-
نهرٌ تعفّنتْ ضفّتاهُ
انطمى قاعُهُ
مركبي ظِلُّ مجدافهِ
عالقٌ في ثآليل ديمةٍ
وقعُ أمدائهِ هدهداتُ النشيجْ
يا طيوفَ السُّلافاتِ
في سُحنةِ الصّبحِ
عذراً
تمتماتُ المراثي
تعتّقتْ
في الخليجْ
يا جنونَ السّواقي
تهشّمتْ خابياتُ الرّحيقْ
ليس في خيمتي
-لم يعدْ-
غيرُ بعض الحريق!
*
هل جباهٌ من الشُّمِّ
والريحُ مغبرّةٌ
أم بثور؟!
هل نداءٌ
يلوّنُ الأفقَ
يستصرخُ النخوةَ الغرَّ
من صخرةٍ لا تفيقْ
أم زفيرٌ مشتّتٌ
لا شهيقْ؟!
*
مالت الريحُ
تصطفي
عندلاتِ الصّدى
حشرجاتِ التلالْ
أشرقتْ في مدارِها الرّوح:
يا ربوعُ اشهدي
أنّ في مشهدِ السّبْيِ
فارساً كان
شعشعاتٍ تكون
لا تلوموا الجهاتْ
أُسُّها صوبَ أنسامهِ ينتحي
لا تقيموا الحِدادْ
لا يطيق الرؤى
غاشياتٍ
واللظى في احتشادْ
ثأرُهُ
في اندفاعةِ الشهبِ تجتلي
نعمياتِ البلادْ
لم يَضِعْ في ارتجاعاتِ نبضِهِ
فيضُهُ
فليُضِعْ في ارتداداتِ إيقاعِهِ
قوسَ رامٍ نبا
علَّ في غيِّهِ رُشدَها
علَّ في عينِها
يستفيقُ السوادْ!
***

اترك رداً