قلْ لي
إنّي في الحدِّ الأقصى
بينَ جموحِ ظلامٍ
ونُواسِ النّور
قلْ لي
إنّي في الوجعِ الأقسى
كي أشقى
قلْ لي
إنّ الشوطَ تمادى
والسّوطَ تشظّى
في ولهٍ منذور
قلْ لي
كي ألقى ما أبقى الصبرُ
وما ألقى من قدرٍ..
بمزيدٍ من أرقٍ وحبور!
*
هذا الحدُّ الأقصى
وعدٌ أم سهمُ وعيد؟!
حزٌّ أمْ أصداءُ نشيد؟!
حُكْمٌ أم جُلجُلةٌ
أم مسرىً آخرُ
صوبَ الرّجعِ الأعظم
أم خدرٌ وسؤالُ يقين؟!
هذا الحدُّ الأقصى
نَهَمٌ أقصى
أم جوعٌ أقصى للخسران
فقدٌ أم بوحٌ
أم نكران؟!
*
قلْ لي
مَنْ حَدَّ الحدَّ الأقصى
مَنْ ألقى وَصْمَتَهُ
في المعنى
مَنْ لوّحَ بالمهمازِ
بُعيدَ الأمرِ؟!
وأينَ المهمازُ يَلوحُ
على غاربةِ العمرِ
وفي بارقةِ الرّيح الحيرى؟!
أينَ المهمازُ الْأتْعَبَني
في مدِّ الغاياتِ
وأغرقَني
في النّفقِ المرصودِ
وشرّخَني
في نتأِ الأخدود..
أينَ الأخدود؟!
مسكينٌ يا حدّاً أقصى
أم أنّي المسكين؟!
هل تضحكُ منّي
أم أضحكُ منكَ
ومنّي!
لولا أنّي ناورتُ وجادلتُ
بما لا أدري
لولا أنّي شكّكت وشاكستُ
وعانيتُ وآليت..
على روحي القربان
لولا أنّي..
لنذرتُ لنفسي حدّاً أقصى
ومضيتُ بلا هدفٍ
أو سجّيل!
لولا أنّي
أرّقتُ الحدَّ الأقصى
أرّقني الوعيُ الأقصى
لطويتُ شراعي
وعبرتُ بلا حسبان!
هذا الحدُّ الأقصى
وهمٌ أقصى
أم عَودٌ
أم بدءٌ
أم ضلّيل؟!
*
مسكينٌ يا الحدُّ الأقصى
لا لونَ ولا بُشرى
لا خمرَ
ولا أمرَ
ولا ذكرى..
هل أحظى منك بإثم
أو مرحى؟!
كيف وصلتَ إلى..
أم جئتَ بلا إذنٍ؟!
كيفَ عرفتُ بأنّي
رهنُ خطيئةِ إرثٍ كبرى
أنّي يأكلني الندمُ
وقد يدميني الغضبُ
ولا حول ولا..
فالخوفُ رماني
في الرَّصدِ اللاهثِ
والزّهدُ موات..
والحسرةُ قادتْني
صوبَ ذُلولِ الشكوى
والورعُ المكتومُ
يراود إحساساً بالجدوى
ونداءُ التنويمِ
أقضَّ
الولعَ النافرَ في سرج حياة
والرجعُ الفاترُ
راودَ سيلَ الدمّ النابضِ
عن توقٍ للجري الأشهى
والوقتُ الآسنُ مزرعةٌ
للصلواتِ الحرّى
ودبيبِ الذكرى!!
***