الفئة: مقال
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: الأسبوع الأدبي-1372
تاريخ النشر: 2013-12-11
رابط النص الأصلي: http://www.awu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1372.pdf

بناء على قرار المكتب التنفيذي الذي سمّى وفد اتحاد الكتاب العرب إلى اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة نائب رئيس الاتحاد الأديب غسان كامل ونوس، وعضوية الأديب محمد راتب الحلاق عضو المكتب التنفيذي للاتحاد، فقد غادر الوفد سوريّة فجر الجمعة 22/11/2013 متوجّهاً عن طريق البرّ من دمشق إلى بيروت؛ حيث أقلعت الطائرة بالوفد في الساعة الواحدة ظهراً إلى مطار البحرين الدولي في المنامة، وبعد طيران ساعات ثلاث وانتظار لمدة مماثلة، انتقل الوفد بالطائرة إلى مسقط التي وصلها في الساعة العاشرة والنصف بتوقيت عُمان، الذي يتقدّم بساعتين على توقيت دمشق. وفي الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الأحد 24/11/2013م تم الاحتفال بافتتاح اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب- الدورة السابعة والعشرين برعاية رسمية مسؤولة؛ حيث كانت كلمة للأمين العام للاتحاد العام السيد محمد سلماوي، وكلمة لرئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء السيد الدكتور محمد العريمي، وكلمة لضيف أعمال هذه الدورة الأديب والأكاديمي الفرنسي رئيس جمعية الكتاب الفرنسيين؛ وألقى الدكتور يوسف شقرا نائب الأمين العام كلمة جائزة القدس التي سلمت للأديبة المغربية خناتة بنونة؛ وقد تحدثتْ بهذه المناسبة، وأعلنت عن تبرعها بقيمة الجائزة إلى البيت الفلسطيني في القدس المحتلة.
وبدأ الاجتماع الأول للمكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في الساعة الخامسة مساء، برئاسة الأمين العام الأديب محمد سلماوي، وحضور نائبه الدكتور يوسف شقرة وجميع أعضاء الوفود إلى المؤتمر، ثم استؤنف الاجتماع صباح الاثنين برئاسة الأمين العام، سميّت فيه الوفود التي ستشارك في البيان الختامي وبيان الحريات والبيان الثقافي الذي يصدر عن الاتحاد العام للمرة الأولى بناء على قرار اتخذ في الاجتماع السابق.
وقد أدّى ما قدّمه رئيس الوفد السوري في الاجتماع الأول، مع وفود لبنان وفلسطين والأردن، إلى توجيه أعمال الاجتماع لإعطاء الأولوية لفلسطين وما يعانيه الفلسطينيون، ولاسيّما المثقفين المقاومين منهم من مضايقة العدو الصهيوني ومن يدور في فلكه القاتم، والاهتمام بالفكر التكفيري الذي بدأ يستشري في شرائح المجتمعات العربية، وضرورة مواجهته؛ حيث تقرّر أن تقام ندوة حول ذلك مترافقة مع الاجتماع القادم للمكتب الدائم الذي سيعقد في الأردن بعد ستة أشهر؛ كما اهتمّ الاجتماع في هذه الدورة بالثقافة والمثقفين ومواقفهم المتفاوتة حيال الأوضاع التي تشهدها منطقتنا العربية؛ إضافة إلى موضوعات أخرى هامة أيضاً، ظهر كلّ ذلك في البيانات التي أعلنت في مؤتمر صحفي جرى مساء الأربعاء 27/11/2013م؛ وقد اختير رئيس الوفد السوري في لجنة إعداد البيان الختامي، بناء على ما جرى في الاجتماع الأول؛ وشارك اتحادنا بفعالية في جميع الاجتماعات العامة والاجتماعات التي تمّ فيها إعداد البيان الختامي، كما قدّمت اقتراحات جدّية للجنتي الحريات والبيان الثقافي تم لحظها في البيانين، وتضمنت قرارات الاتحاد بعض توجّهات الوفد.
وحضر رئيس الوفد جلسة دعا إليها وزير ديوان البلاط السلطاني، وزار مع بقية الوفود مقرّي مجلس الدولة ومجلس الشورى، واشترك مع عدد كبير من الشعراء العرب، في مهرجان أبي مسلم البهلاني الشعري الذي أقيم يومي الثلاثاء والأربعاء، كما حضر الوفد الفعاليات الأخرى المترافقة مع انعقاد الاجتماع الدوري للمكتب الدائم. لقد كانت سوريّة حاضرة بثقة ووضوح في مختلف الفعاليات والنشاطات التي رافقت اجتماعات المكتب الدائم ومنها: الندوة “من ملامح الثقافة العمانية” في جلستين، المعرض الفني للفنان السوري حسن إدلبي، معرض الكتاب الذي أقامته الجمعية العُمانية، ومعرض الفنون التراثية لأدباء عُمانيين، الرحلة البحرية على متن فُلْك السلامة، وزيارة قلعة بهلا على بعد نحو مئتي كيلو متر غربيّ مسقط، ومكتبة الندوة العامة والقرية التراثية في بهلا أيضاً، والعرض الأوبرالي في الأوبرا السلطانية؛ وقد غادر الوفد العاصمة العُمانية مسقط صباح الجمعة 29/11/2013م، على متن الطائرة إلى المنامة، ومنها إلى بيروت التي وصلها في الثانية عشرة والربع ظهراً.
والجدير بالذكر أن الأمين العام للاتحاد العام السيد محمد سلماوي غادر مسقط ظهر يوم الاثنين لارتباطه بمواعيد هامة تتعلق بلجنة الخمسين التي تعد الدستور المصري الجديد، بصفته الناطق الإعلامي باسم اللجنة، وترأس الاجتماعات التي تلت سفره نائبه الدكتور يوسف شقرة.
وأجد أنّ من الضروري الإشارة بمسؤولية إلى ما يلي:
1- كان حضور اتحاد الكتاب العرب جادّاً وواثقاً وقويّاً وواضحاً في جميع الاجتماعات الخاصة بالاجتماع الدوري للمكتب الدائم، وقد كان التنسيق دقيقاً وتامّاً وشاملاً مع وفود لبنان وفلسطين والأردن، والتوافق والتفاهم كبيرين مع وفود مصر وتونس والجزائر وعُمان وموريتانيا، بينما كان رئيس الوفد العراقي متأرجحاً على عكس أعضاء الوفد العراقي الآخرين الذين كنّا معهم على وفاق وانسجام، وكانت أصوات الوفود الأخرى خافتة في الاجتماعات: المغرب واليمن والبحرين والإمارات والكويت؛ فيما كان الودّ والقرب والاحترام والحوار عنوان العلاقة مع الجميع..
2- كانت سوريّة الغالية الصامدة حاضرة بجلاء وإشراق وألفة في جميع الفعاليّات المرافقة للاجتماع وفي الأوقات الأخرى، ومع مختلف الوفود والمشاركين والجمهور في جميع المواقع والمناسبات.
3- هناك تعاطف كبير مع سوريّة الدولة والمؤسسات والشعب من قبل الغالبية العظمى من المشاركين، وهناك وعي وتبصّر لحقيقة ما يجري في وطننا من أحداث مؤلمة، وما تتعرّض له سورية من استهداف خارجي مدبّر، تكشّف بشكل سافر في أثناء التهديد بالعدوان الأمريكي المباشر، وقد لمسنا الحرص لدى الجميع على أن تعود سورية قويّة بموقعها ومواقفها ودورها المعهود؛ ولا سيّما من الشعب العُماني الشقيق بمختلف شرائحه ومستوياته..
4- حضر حفل افتتاح الدورة السابعة والعشرين للمكتب الدائم رئيس الجالية العربية السورية في عُمان الدكتور وسيم عطية، وبعض من أعضاء الجالية، وقد رافقنا عدد منهم في مختلف النشاطات الثقافية والسياحية، وكان وجودهم مفيداً في تجسيد الحضور الإيجابي السوري.
***

رئيس الوفد
نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب
غسان كامل ونوس

اترك رداً