الفئة: ما كُتب عنه
بقلم: عزيز نصار
الناشر: صحيفة الوحدة
تاريخ النشر: 2011-10-19

أديب يجمع ما نشره في الصحافة
الوحدة
بحر الأبجدية
الاربعاء 19/10/2011
عزيز نصار
غسان كامل ونوس أديب معروف وهو غزير الإنتاج يكتب القصة القصيرة، والرواية والشعر، وقد أصدر
خمسة عشر كتاباً في هذه الأجناس الأدبية وبين يديّ الآن ثلاثة كتب جديدة لهذا الأديب الصديق الأنيس وقد احتضنت هذه الكتب زوايا ومقالات وأفكاراً متنوعة، نشرها الكاتب في المجلات والصحف وقام بجمعها”، وتفوح منها روائح جميلة ملونة. ويتذوقها القارئ فيحسّ بطعوم طيّبة المذاق يشتهيها المرء لعذوبتها، وحلاوتها ورقتها، وغوصها في أعماق النفس الإنسانية، ويعجب بها لرشاقتها، وتصويرها لهجومنا ومعاناتنا ويبدو أن الأديب الصديق غسان كامل ونوس يرد أن يصدر سلسلة تحت عنوان كتابات. فها هو يضع عنواناً للجزء الأول من هذه السلسلة الشائقة هو «جالات». وتنضوي النصوص الأخرى في المجموعة الثانية تحت عنوان «موضوعات ومواقف» أما الكتاب الثالث فعنوانه «في الثقافة والأدب». كتب الأديب ونوس بعض هذه النصوص حين كان رئيساً لفرع اتحاد الكتاب بطرطوس في صحيفتنا الوحدة. ونستعرض قبساً مما قدّمه. في عدد من نصوصه يتحدث عن الرأس المحنيّ وعن الرأس المرفوع الذي لا يحتاج إلى سند خارجي لأن دعائمه من الداخل المحصّن الذي لا يملكه الكثيرون. ويتحدث ونوس عن ثقافة الخير، وعن محاربة الفساد ورموزه وإغراءاته وهو يتمسك بالأمل ويبشر به ويؤمن أنه سيبقى أناس يقولون الحق، ويقفون المواقف النبيلة، ويفضح الكاتب الذين يجعلون البيئة ملونة والهواء فاسداً والحياة قاسية بشعة. ويعثر القارئ في نصوصه على رهافة الحس والصورة الفاتنة والخيال المحلق، ففي كتابه حالات يقول : «لأنك متسّع تعبر في فضائك الأنهار، حتى تلك التي فقدت عذوبتها منذ زمن لأنك قلقٌ تتبرّأ منك الريح وتتغافل عنك الشمس وتهرب الظلال، جميل صوتك لا تنوح بارع رقصك ربما من الألم، عصيّة غاياتك. وعرة دروبك. زاوية «سقف بيت حديد» من كتاب حالات تدل على تكوين الأديب ونوس فهو مهندس مدني ورجل علم يهتم بشؤونه وهو شاعر وقاص وروائي وكاتب صحفي تابع نشر زواياه في الصحافة والأسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب التي يرأس تحريرها. في الزاوية المنوّه بها يقول: في الليالي الشتوية الحقيقية رياحاً ومطراً، وبرقاً ورعداً أتذكرّ هذه الأبيات: سقفُ بيتي حديدْ ركن بيت حجره فاعصفي يا رياحْ وانتحبْ يا شجرْ واقصفي يا رعودْ لستُ أخشى الخطرْ وكانت هذه الأبيات درساً في منهاج المدارس وكنتُ أتمنى أن يذكر أنها للشاعر والكاتب الكبير ميخائيل نعيمة. هذه الرواية تمثّل خصائص الكتابة عند ونوّس فهي تحتضن الشعر والعلم والبيئة، فهو يقول: صار السقف حديداً فأين الأمان؟ إن ضمائر المنفذين تخلو من الأخلاق وأي أمان والبناء لا يقاوم زلزالاً وانهياراً أرضياً ولا يقوى على الوقوف في وجه فيضان. ثم يذكر ثقب طبقة الأوزون والتغيّر في المناخ، والحرارة والأخطار التي تهدّد البيئة والحياة، لقد صار سقف بيته حديداً ومازال يخشى الخطر. وأتابع قراءة زوايا وأفكار أخرى في كتابه موضوعات ومواقف وتمتد أصابعي لتقلّب كتاب «في الثقافة والأدب» وهي المجموعة الثانية من سلسلة كتابات ونوّس. إن مرحلة الكاتب في حدائق الفن والأدب والشعر وقضايا العصر ومصير الإنسان، وأوجاعه وأحلامه إن هذه الرحلة مديدة فسيحة، وهي ممتعة تسرّ النفس وتنعش الروح، وتغذي الفكر جاء إلى غلاف مجموعة «موضوعات ومواقف». «لن ينعدم وجود أناس صحيحي العزم يقولون الحق ويسعون في سبيل تحقيقه» ويلمس القارئ أن الكاتب قال شيئاً يتسلّل إلى القلب والوجدان والعقل، وسعى من أجل الحق والخير والجمال ودعا إلى محبة الإنسان وتكريمه. في الجزء الثالث من سلسلة كتابات الأديب ونوس الصادرة عن عنوان في الثقافة والأدب ينقلنا المؤلف في جولاته الفكرية فهو يتحدث عن الفساد الثقافي، والمسؤولية الثقافية، والحراك الثقافي، والحرمان الثقافي، وهو يأخذنا ما بين الثقافي والسياسي لغد سبق لي أن قرأتُ كثيراً من زوايا الأديب ونوس في الصحف والمجلات، وقد أحسن في جمعها في كتب أنيقة تكون في متناول القارئ، بقي لي أن أقول للكاتب شكراً على إهدائك هذه الكتب الثلاثة فهي حديثة جميلة تمتلئ بالأفكار الناضجة وتنبض بالأحاسيس الصافية الصادقة وتتمتع بالأسلوب الواضح والسلامة اللغوية .

اترك رداً