تعبر عن رؤى شعورية تعكس مكنونات أديب حالم خواطر غسان كامل ونوس تقترب من القلب
Published 20/03/2012
سوزان
صدر للأديب غسان كامل ونوس كتاب يحمل عنوان “قريبا من القلب” في 206 صفحات من القطع المتوسط يضم بين دفتيه مجموعة من الخواطر التي تعبر عن رؤى شعورية تعكس مكنونات أديب حالم بعالم تسوده المحبة من خلال فلسفة شاءت أن تمتزج بمشاعره في تراكيب اعتمدت على مفردات رشيقة استبدلت الوزن و الرمز بكثافة الأفكار المؤدية إلى هدف محدد وفق معادل موضوعي واحدتميزت كتابات غسان ونوس بالهدوء أمام حيرة القارئ حيال مكنونات التعابير التي سرعان ما يأخذ عمقها إلى مدلولات أخرى ترشد القارئ إلى سبل توخي انهيار شخصية الإنسان التي بدأت تتماهى مع ظلمات الحاضر فيصدمها الهدوء لتستيقظ مما هي عليه.
تتسم نصوص المجموعة بالصدق الذي كان سببا رئيسا في هدوء اللغة التعبيرية عند الأديب الذي يوصل القارئ إلى الاستفزاز نتيجة الحيرة والقلق اللذين ينتابانه جراء كثافة المفردات المواجهة له وغالبا ما تخصه.
تتطور الأفكار تباعا وتختلف الرؤى وصولا إلى ثنائية الحياة والموت التي يطرحها بطرق خفية تصل إلى فلسفة وجود الإنسان الذي من المفترض أن يدرك كيف يعيش وكيف يتعايش مع تقلبات البنى الاجتماعية و تفاعلاتها مع البيئة والطقس والمؤثرات فيطلق عبارات قد تصل إلى طرق عديدة ومفارق لا حدود لها ويمكن إسقاط كثير من أسس الحياة عليها فثمة عبارة تحمل في دلالاتها ما يريد وما لا يريد يقول “حين تتصالح الفصول يتباطأ الزمن” .
تتبرأ المجموعة من الانحياز إلى تيار فكري أو اتجاه أدبي لذلك تتكشف النوازع الإنسانية في عمق المفردات متصاعدة لكشف أهم المقاصد على أنها تريد للإنسان أن يبقى الأسمى حتى ولو وصل الأمر بنصوص المجموعة إلى تحريض الإنسان للحفاظ على وجوده الكريم من خلال قوله “ما الذي يبقى من الزمن إذا تنحينا جانبا” ليصل الإنسان إلى حقه ويبتعد عن شهوة “الأنا” التي قد تصنع الويلات.
يطلق الشاعر على مجموعته اسم “كتابات” برغم امتلاكها كثيرا من المقومات التي تندرج في هذا الزمن تحت مسميات الشعر لتخرج النصوص إلى القارئ على منطق واقع محاولة جادة منه لحماية المجموعة من النفور.
ويصل ونوس إلى نصوصه الأخيرة على موسيقى الروح فينساب البوح وتخلد العبارة إلى فضائها لنحلق وراءها وهي تبحث عن مستقر لها في الروح الأخرى برغم ضجيج العميان و زقزقة العصافير الشاردة صباحا.
قرأ هذا المقال30 زائر
إقتسم هذا الخبر