الفئة: رؤية
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: جريدة الثورة
تاريخ النشر: 2013-09-04

شـــــــرف..

يغصّ النداء، وتُجَرَّحُ الكوى، وتَختنق الأبواق، أو تكاد

كأنّ الكلام الخارج من منافذ الوقت‏

بلا علامات فارقة‏

كأنّ الأنفاس مضرّجة‏

والمساماتِ صمّاء‏

كأنّ الذي أطلق الولاءاتِ أعمى‏

والذي أحرق المراكب مفلسٌ‏

أو مقامرٌ أو عنين‏

لماذا الحوافر ما تزال، عادت،‏

والغبار مستعرٌ‏

والرِّدّة محتدّةٌ‏

والخندق يتعمّق‏

وولائم العرش تتجدّد‏

على اختلاج الرمق الأخير؟!‏

كأنّ الخزائن المذهّبة ضاقتْ‏

واللذاذات ملّتْ‏

فدبَّ صدأُ الخناجر، وانهدّ مُنكَرُ الحناجر،‏

ونزقُ السيوف المنذورة لثأر محنّط،‏

في جباهٍ معفّرة، وآفاقٍ معطّرة!‏

ليس الصباح بأمثل‏

ولا الرياح المشتهاة‏

ليس «الربيع» مهرجاناً للزهور والعطور‏

ولا الرياحين تكفي رطوبة المقابر،‏

ومعزوفةُ الشهيد لا تنقطع،‏

ولا مراسم الوداع‏

ولا وقت للدعاء، ولا رجاء‏

لا سمتَ للفرائض، ولا نوافل‏

ولا هواء يكفي الأنفاس‏

والمساماتُ مصمتة‏

ولا ستائر للعورات‏

ولا نظّارة!!‏

فماذا تنتظر ولماذا تحتار؟!‏

وأيَّ رَكْبٍ تختار؟!‏

وما الفرق في الموات بين الوأد والرجم؟!‏

وما الفرق في الفقد بين المهد واللّحد؟!‏

وما الفرق في حمّى الوقيعة بين الجنّة والنار؟!‏

وإلامَ تخبّئ الأمل، ما تبقّى، وتسترق الصحوَ‏

والفضاءاتُ عكارة، والتخوم قتام؟!‏

وإلامَ تستخيرُ النجومَ تعثّرت، والمدارات تعرّجت؟!‏

والحظوظ لا تُمنَحُ، ولا تُشتَرى،‏

والمصائر لا أجراس لها، ولا الآجال..‏

والكرامات لا تورّث، والمَكرُمات ليست للمساومة،‏

والشهادات من رضا الطيبين، ونهداتِ المعذّبين‏

وشرف المحاولة واجب وقيمة، والإرادة زاد لا ينضب،‏

والثقة أمان‏

ونُبْلُ الموقف فوزٌ أكيدٌ‏

ورصيدٌ لا يَنْفَد!!‏

اترك رداً