الملحق الثقافي:غسان كامل ونوس:
يكفي..
البهجةُ ترنو
منْ كوّاتٍ مزمنةِ الكتمان
والنجوى مُسرَجَةٌ
والوحدةُ مؤنِسةٌ
بالطيفِ الساري
وشآبيبُ الفتنةِ
في أضغاثِ الرجعِ
المستهطَلِ
تغوي
وعلاماتُ الشغفِ المدّثّرِ
بالعفّةِ والحرمان
يكفي..
أنّ خريراً في القاعِ المهجورِ
تَصادى
وشفيفَ وشاحٍ مخضرٍّ
يتهادى
في السفحِ المجدور
يكفي..
لا أدفأَ من رمشةِ قربٍ
لا أعذبَ من رعشةِ
بوحٍ مستور
أو أدنى من هجسٍ مذعور!
يكفي..
أرجوحةُ أرقٍ ونشاوى
تصطادُ الزاهدَ في
صومعةِ التقوى
والغبطةُ تنثرُ في الأركانِ
فتاوى الذنبِ المغفورْ
ما عزَّ يطيبُ
ويصحو
ما شحّ يغورْ
مَنْ قاربَ حدَّ الخيبةِ ينجو
وتدلّى
-أو كادَ-
زمانُ الردّةِ
أو إثمُ العرفان
مَنْ واردَ عطرَ
النفحاتِ الجُلّى
وتملّى من شهدِ
خطايا الغفلةِ
وحييِّ النفثاتِ
يداري دغدغةَ الحسراتِ
ولحناً يصّاعدُ في
أوتارِ الروحِ
استعصى
ويضارعُ في رمَدِ الفلوات
هل تحنو قيثارةُ وجدٍ
فتُشاغلُ نبضاً مذهولاً
وتناغي حبْواً عذريّاً
في حضنٍ مسفوح؟!
هل يزكو وقعُ الآثامِ
المرجأةِ الحدِّ
وتُتلى أذكارُ العتبِ
المبحوح؟!
أم تكفي أصداء التلويمِ
لتلقي في المَوقِدةِ
الخجلى
أوراقَ الدعوةِ
وقصاصاتٍ أخرى؟!
أم يكفي…
فالزفّةُ مطفأةٌ
وحبالُ الرقصِ توالي
هدهدةَ الزبدِ
يواري جدثاً محموماً
وشراعاً مصدوعاً
ومغامرةً كبرى
والكوّةُ تغمضُ..
وصريرٌ
في
أوديةِ
الذكرى…
التاريخ: الثلاثاء11-5-2021
رقم العدد :1045