الفئة: زاوية
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: ليس آخراً-جريدة الأسبوع الأدبي
تاريخ النشر: 2013-01-05
رابط النص الأصلي: http://www.awu.sy

ليس آخراً
انتثار!
غسان كامل ونوس

يفرّ الوقت، أم الضوء يفْتُرُ، والعتم يغترّ، في البوتقة التي توشك على التظلّم والتمزّق؟! كما أوشك الصبر والصمت والصحو على الانفلات من عقال الحكمة والموعظة والوعي الظاهر والباطن؛
هل اكتملت عناصر التجربة، وفشل الاختبار؟!
ربما كنت لا أليق، أو كان الظرف مختلفاً؛ وفي الأمر سوء تقدير أو عجز تدبير؛ أم المعترك أقوى، والحشرجة تقوى؟!
الذروة تتهاوى، أم المتن تَسوَّسَ، أم العروة الأوهى؟!
أم أن الخطوة تعرج، والقامة تترنّح، والطريق في انحدار؟!
وما الهامة وما تحتمل، والهمّة وما تلقى، والرّوح إذ تشقى؟!
النداء خبط عشواء، والصوت بلا رجاء، والنهر بلا ارتواء، والخيال بلا فضاء، والعمر إلى انقضاء..
الدعوة التي تلبّي، لم تصل؛ والوليمة تتصادى أنّات أضحياتها، والشراب دامٍ، والوقع معذّب، والنطع لا يرعوي!
أيّ نبض يجلجل؟! أيّ قرع ينوس؟!
أيّ وعد أَفول؟! أيّ نجم ينتحب؟! أيّ شعاع يؤوب؟! أيّ قلب يثوب؟!
في الرِّمّة بعض العروق، والنضجُ علامة الفوات، وفي اندلاع الشعلة الموات..
فلا ذبلت ذوائب الحريق، ولا شردت شرارات الشروق، ولا غُصّت غلاصم الغريق..!!
الدار التي تلي فانية
والنجوم التي تروم نائية
والفرز على ما لا تطيق مروق ونكران، وعلى ما لا تملك ضلال وبهتان!
فأيّ السواقي لا تكفّ عن النواح؟!
وأيّ الكوى تحيد عن أن تكون مرصداً!
وأيّ المرايا تنأى عن أن تكون الكمين؟!
ولا جبّة في زاوية الوجد، ولا في الطَّرف سنان؛
ولا وخز في جبهة العزّ، ولا وشم في الملمح الغرّ؛ فأين المفرّ؟!
ما كان أنساً، ولا هامة، ولا وثبة كالطراد؛
فما كان؟!
وليس إثماً، ولا نشوة ولا حسرة.. فما كان؟!
وما صار عرفاً، ولا عادة، ولا في رجعه رضا؛ فماذا يكون؟!
وما دار في الكرم من أكؤس لا يُشرِع النّخْبَ، ولا يرتق الستر؛
وما من حفلة للتعرّي،
ولا رغبة في التقرّي،
لكنها العالقات في الخضاب، الجارحات، العاقرات، الموجعات، والحكايا، والخطايا..
لا رأي لمن لا يريد، ولا مبسوطة إلا يدك ولا مغلولة، ولا رامي إلا نحرك، ولا نصلَ إلا غدرك، وهل مقيل إلا عندك؟!
لا رأس في البأس، ولا غرّة في الريح؛
لا ريح في المهبّ، ولا مهبّ في الرَّوع، والقربُ موئل للبوار!!
النيّة بلا ورع
والتقويم بلا وجدان
والنّذر بلا غفران!!
فبأيّ الشآبيب تتأرجح؟!
وبأيّ “الحدود” تنتثر؟!
وبأيّ التعاويذ تتلاشى.. كينونةً في العراء؟!
***

اترك رداً