إليكَ.. إليّ!
غسان كامل ونوس
رويدكَ.. القلب مطفأ، أم ذاهل، أم مأكول؟!
رويدكَ.. الدرب مقفرة، والشجرة حدباء، والراعية عرجاء..
والواقف في المحراب تَلَعثَم، والناهض في البستان تردّدَ، والذاكرة تتثقّب..
والبيوتُ المتسلّقةُ السفوحَ، والأحلام المتحفّزة في الأهداب، تداري ما هدّه الضلال من علٍ!
رويدك.. البوح يتكوّر، والجرح يتبرّج، والجري يحرن، والأسَنُ في مهرجان، والنّزْعُ صولجان..
الشارة باردة، والجُزُرُ تتراكل، والجَذْرُ يتشمّس، أم التربة تتنكّر؟!
الغيم يستدني، والسفوح تتدثّر، والقمة تتخفَّى!
*
دع عنك لومي؛ فسيّان!
موعدنا لم يكن، وغربتنا لم تَنَمْ، والبوحُ يتقشّر، والعثرات معالم، والعوازل أَرْدِيَة،
والوسن ليس من وَلَهٍ
والرعشة ليست من نشوة!
دعْ عنكَ لومي؛ فالبصمة تحتاج إلى دليل، والنسبُ مُنْكَرٌ، والصُّلبُ بلا ذاكرة، والرّحم خلاء، والثّغاء حُداء..
*
دعكَ من همي؛
فما بي إرثٌ، وخطيئتي نبوءة، وتأمّلي رُقاد، ووقدتي حناجر، والأثافي رميم..
دعكَ من أمري؛
تَشبُّثي تَناذُرٌ، والشحوب افتراق.
*
تنبّهْ!
اختلاجي إيماءة، واعترافي حمأة،
والصدى في ثنايا الهجر تمتمات..
تَلفَّتْ؛
فَرَوعي تراتيل، وَضَوعي تعاويذ، والبقايا نوايا، والأزيز نداء..
تحرَّك..
الهائمُ في فضائك طيفي
الحائمُ في إهابك شراعي
اللائذ بِغُرّتِكَ نبضي
إليّ..
الوعدُ في تَشَكُّل، الشآبيب في تهطُّل، والوقت في تَعلُّل، والروح في تَبتُّل..
تعجّلْ..
قبل أن يفيض التعافي، ويطفو التعالي..
قبل أن يخيب التلهّف، ويملّ التَّواسي، ويحلّ البوار!
*
تعجّلْ إليَّ؛ إليكَ أَغذُّ الرؤى،
عسى في انتثار التَشهِّي
يكون اللقاء!!
***
الفئة: زاوية
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: الأسبوع الأدبي-ليس آخراً
تاريخ النشر: غير محدد