الفئة: مقال
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: المعرفة - العدد 670
تاريخ النشر: 2019-07-01
رابط النص الأصلي: 

الثقافة والفعل الثقافيّ
غسّان كامل ونّوس

هذا العصر
تتسارع أحداثه، وتتعدّد أدواته، وتتحدّث وسائله، وتتكاثف اتّصالاته، وتتوالى اختراعاته، وتزداد مآسيه، وتُنتهك حدوده، وتَبتئس كائناته..
تتداخل الصور، وتتدفّق؛ فيصعب التركيز، وتتعب الذاكرة، وتتشوّش الرؤيا، وتتعكّر الرؤية؛ فيسهل التضليل، ويحدث التلاعب بالعقول والمصائر..
تزداد الفوارق، وتتفاقم الأزمات المعيشيّة، وتتضاعف المتطلّبات، وتلحّ الحاجات، ويضغط الإحساس بالظلم، وتصعب الحياة؛ فيتحول الكائن العاقل إلى فرد مشتّت، تائه، يعاني تحت كوابيس اليقظة، فاقدٍ للبوصلة، مخلخل الاستناد، مضعضع الانتماء.. وتغدو الغالبيّة في مجتمعاتنا رهينة حالتين:
– التعلّق بالغيبيّات، التي هي وحدها من ترسل حبال النجاة المزعومة.
– الاستغراق في النزوات والأوهام الذاتيّة والمصالح الشخصيّة، والخلاص الفرديّ. وكلتا الحالتين تقود إلى السلبيّة، التي تتفاقم باستغلالها من قبل القادرين المتربّصين في الداخل والخارج.
إنّ الجيل الشاب هو الضحيّة في ذلك، حين تسدّ الآفاق أمامه، ويفقد إحساسه بالأمان والانتماء، ويبتعد المستقبل، فيحاول اللحاق به خارج الحدود.. ما أمكن!
إنّ العلاج ليس آنيّاً، ولا إسعافيّاً، في ظلّ أزمات متّصلة..
وما من حلّ سوى الثقافة.

تعريف الثقافة
للثقافة تعريفات كثيرة؛ منها:
– الثقافة هي “جملة العلوم والمعارف والفنون، التي يُتطلّبُ الحِذقُ فيها”؛ المجمع اللغويّ.
– الثقافة هي “الكلّ المركّب الذي يتضمّن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات”؛ تايلور.
– الثقافة هي “المضاف الإنسانيّ إلى الطبيعة”؛ بعض علماء الانتروبولوجيا (الإنسان).
– في القاموس المحيط: ثقفَ ثقفاً وثقافة، صار حاذِقاً خفيفاً فطناً؛ وثقّفه تثقيفاً: سوّاه، وهي تعني تثقيف الرمح؛ أيّ تسويته وتقويمه.
– بدأت الثقافة في أوروبّا مصطلحاً (مفهوماً) بمعنى البستنة واستصلاح الأراضي وتشذيبها في القرن الثامن عشر، ثمّ تطوّرت إلى مهارات الإنسان الفرديّ في القرن التاسع عشر، وغدت في القرن العشرين معنيّة بعلم الانتروبولوجيا (الإنسان)، واُستعملت للدلالة على الرقيّ الفكريّ الأدبيّ والاجتماعيّ للأفراد والجماعات..

رؤية شخصيّة
– المعنى العام للثقافة إيجابيّ- إنسانيّ.
– للثقافة بعدان: مادّيّ ومعنويّ.
– الثقافة رغبة وقابليّة وتعوّد؛ نسغ وعصب وروح.
– الثقافة فهم وتحليل واستنتاج، وموقف..
– الثقافة رأي ورؤية ورؤيا.
– الثقافة حوار مع الذات ومع الآخر.
– الثقافة قول حَسن، وسلوك حضاريّ حيويّ، وممارسة مؤثّرة فاعلة.
– للثقافة تأثير تقويميّ تحسينيّ “معنويّاً وماديّاً”.
– الثقافة تحويل المادّة والمعلومة الحياديّتين إلى فائدة ومتعة (جدوى).
– الثقافة ثقة بالنفس وبالآخر.
– الثقافة عطاء وانفتاح؛ لا بخل وانغلاق..
– الثقافة ابتسامة وإشراق، وليست عبوساً واكفهراراً..
– الثقافة تقي من الجوع، ولا تُشبِع..
– الثقافة بلا حدود، وبلا نهاية.
– الثقافة قضيّة وهاجس، وليست وظيفة.
– الثقافة اقتناع وإقناع.
– الثقافة ممارسةٌ بعد يقين، وحماسةٌ وإرادة.
– الثقافة غاية ورسالة.
– الثقافة حصانة الكائن الإنسانيّ، ومناعته.
– الثقافة هي النسغ الذي يوصل أسباب الحياة إلى كلّ إنسان؛ كما يوصل الغذاء إلى كلّ فرع وغصن وورقة وزهرة وثمرة.
– الثقافة كبرياء لا غرور، واعتزاز لا انتفاخ وتورّم.
– الثقافة إلى الآخَر لا عليه.
– الثقافة في النفْس ومنها وإليها..
– الثقافة تشعّ ولا تحرق، ترطّب وتسقي، ولا تُغرق..
– الثقافة رصيد لا ينفد، وحثٌّ لا يتعب، وحافز لا ينوس..
– الثقافة قبلُ ومع وبعدُ..
– الثقافة لا تنفصل، ولا ترتبط بظرف، أو وقت، أو حدث..
– الثقافة جمال وحقّ عدالة.

الثقافة في المجتمع:
*كلّما ارتفع منسوب الثقافة في المجتمع، تكاثر نتاجه، وازدادت حيويّته وفعاليّته. وخفّ العنف فيه، وضعقت المشاحنات والمشاجرات…
*في زيادة نسبة المثقّفين في المجتمع، زيادة في الاستقرار والأمان..
*بوجود المثقّفين تتميّز طبيعة اللقاءات والموضوعات والتناول..
*العلاقة بين المثقّف والمجتمع وشيجة: المثقّف الفردي يحتاج إلى المجتمع لرعايته وحمايته، وتأمين سبل نشاطه ومهمّاته (بيئة حاضنة)؛ والمجتمع يحتاج إلى المثقّف ينبوعاً وشعاعاً وقدوة..
*المثقّف صديق ورفيق وأمين وحريص على الناس كلّ الناس.
*المثقّف رسول خير ومحبّة وتسامح ونبل..
*البيت موئل للثقافة..
*المؤسّسات مولّدة للثقافة ومورّدة لقيمها، وراعية لحامليها المقتنعين بجدواها.
*الشارع، والحيّ، يؤشّران إلى مستوى الثقافة..
*أسلوب التواصل والتعامل والتداول، يعبّر عن الثقافة.
*مشاهد الحصول على الحاجات والمراجعات تدلّ على الثقافة.
*التطابق بين القول والفعل أساس ترسيخ الثقافة.
*الالتزام بالقوانين والآداب والأخلاق في الدوام وخارجه، أمام الناس أو في غيابهم.. ثقافة.

أيّ ثقافة نريد؟!
في كلّ كائن بشريّ كيانان: عضويّ واجتماعيّ؛
العضويّ لممارسة طقوس الحياة كالحيوان.
والاجتماعي تتمّ ترييته وتكوينه بما يلقى وبما يراد منه؛ وهو المجال الذي تدخل الثقافة جليّة في بلورته.
فأيّ ثقافة نريد؟!
– ثقافة المواطنة والانتماء.
– ثقافة القيم والأخلاق والعلم والمعرفة.
– ثقافة احترام الأسرة والفاعليّة في المجتمع.
– ثقافة المنطق والتحليل والاستنتاج.
– ثقافة الحوار وحسن الإصغاء والإقناع.
– ثقافة الرأي المستقلّ الأصيل.
– ثقافة العمل والجدّيّة.
– ثقافة الحياة الكريمة.
– ثقافة مقاومة المعتدين والمحبطين.
– ثقافة مواجهة الفاسدين والمفسدين والمخرّبين، والفساد والإهمال واللامبالاة..
المستهدَفون بالثقافة:
الجميع في كلّ زمان ومكان؛ لكن هناك أولويّات لشرائح وأدوار:
– التكوين الثقافي للأطفال والناشئة.
– الاكتساب والبناء للجيل الشاب.
– الاكتناز والإشباع للمراحل الأخرى.
بتصنيف آخر:
– الأطفال في البيت ورياض الأطفال؛ إن وجدت.
– التلاميذ والطلّاب في المدارس والمعاهد والجامعات..
– أصحاب المهن الحرّة.
– الموظّفون والعمّال في المؤسّسات والدوائر والمعامل.
– الفلّاحون في المزارع والحقول.
– ربّات البيوت..

الموارد الثقافيّة:
(المواقد الثقافيّة)- (المشعّات)
– البيت (مكان السكن).
– المراكز التعليميّة: رياض أطفال- مدارس- جامعات- معاهد…
– المؤسّسات الثقافيّة: مديريّات الثقافة- المراكز الثقافيّة- اتّحاد الكتّاب العرب- النوادي السينمائيّة…
– الإعلام بوسائله المرئيّة والمسموعة والمقروءة؛ الفضائيّة والأرضيّة، الالكترونيّة…
– الأحزاب والمنظّمات والنقابات والجمعيّات…

البيت أوّلاً
ثنائيّة البيت والمدرسة؛ التكامل وتبادل المعرفة بدلاً من تبادل الاتّهام.
مكان السكن والجامعة: البيت والجامعة، المدينة الجامعيّة والجامعة، المدينة وحاراتها والجامعة.
مكان السكن: القرية- المدينة- المدينة السكنيّة.
مكان العمل: دائرة- مؤسّسة- معمل- مصنع- شركة- مزرعة- حقل…

*البيت:
– هل في البيت مكتبة؟! أو أيّ كتب من خارج المناهج المدرسيّة- مجلّات- جرائد- أدوات موسيقيّة…؟!
– هل تعقد حلقات حواريّة بين أهل البيت؟! أو بين أهل البيت والضيوف؟!
وهل هي دوريّة أم عارضة؟! وهل هي حول قضايا ثقافيّة؟!
– هل تُتابع برامج ثقافيّة؟!
– هل هناك من يقوم بالعزف؟!

*في المراكز التربويّة والتعليميّة:
– ما هي نسبة الثقافة في المناهج؟!
– ما نسبة الثقافة خارج المناهج؟!
– ما حال المكتبات المدرسيّة؟! وكيف هي حركة الاستعارة؟! ومن أين تُغذّى المكتبة المدرسيّة؟!
– هل هناك لقاءات وندوات أو أيّ نشاطات ثقافيّة؟!

*في الجامعة:
– هل هناك تمايز بين الجامعة لدينا والمدرسة؟!
– هل توجد نشاطات ثقافيّة؟!
– هل تتفاعل الكلّيّات المعنيّة بالآداب والفنون مع الأدباء والفنّانين خارج الجامعة؟!
– هل تتفاعل الجامعة مع المؤسّسات الثقافيّة؟!

*المؤسّسات الثقافيّة:
– هل القائمون على الثقافة أهل للثقافة؟!
– إلى أيّ حدٍّ لديهم هاجس ثقافيّ؟! وهل هم مبادرون أم موظّفون منفّذون آليّون للبرامج المقرّرة؟!
– هل يحضّر للنشاط الثقافيّ كما يجب، ويُهتمّ بالدعوة والمدعويّن، أم تترك الأمور تمضي بلا اهتمام، وبمن حضر؟!
– هل تنفّذ البرامج بحيويّة وفاعليّة أم ببرودة وبلا روح؟!
– هل يُدار حوار جادّ حول النشاط، أم ينتهي كلّ شيء بانتهاء المادّة المقرّرة؟!
– هل يقوّم النشاط الثقافيّ؛ لتحسينه، أم يكتفى بمجرياته العاديّة، وبما هو واقع؟!
– هل تخرج المؤسّسات الثقافيّة إلى الناس في أماكن تجمّعهم سكناً أو عملاً؛ لتتفاعل معهم، أم تستدعيهم إليها؟!
– هل تقوم المؤسّسة بنشاطها منفردة، أم تتعاون مع مؤسّسات أخرى؛ ثقافيّة أو غير ثقافيّة؟!
– هل هناك تجديد في الآليّة والوجوه والحضور والموضوعات والعناصر؟! أم كلّ شيء مكرور ومعتاد ومُعاد؟!
*الإعلام:
– هل الإعلام مثقّف؟! ولا سيّما الإعلام الثقافيّ؟!
– هل هو حيويّ مبادر، أم ناقل سلبيّ للواقعة والخبر؟!
– ما هي نسبة البرامج الثقافيّة في وسائل الإعلام؟! ومن هم مقدّموها وضيوفها؟!
– هل مددها وأوقاتها مناسبة، أم محدودة وميّتة؟!
– كيف تغطّى النشاطات الثقافيّة ومن يقوم بذلك؟!
– هل يُهتمّ بالموضوع والحيويّة والجدوى، أم بالمُحاضر والمناسبة والحاضرين من الرسميّين؟!
– هل يضيف الإعلام إلى النشاط، أم يَبتسِر ويشوِّش ويشوِّه؟! (يحضر جزءاً من النشاط، ويُخرج المشاركين لإجراء المقابلات، بفوضى ولا مسؤوليّة!!)
– هل يقوم بالتغطية إعلاميّون لهم علاقة بالثقافة، أم يقوم بذلك موظّفون في مؤسّسة إعلاميّة؛ همّه الواجب الوظيفيّ بالحدّ الأدنى؟!
– هل يُشجّع الإعلام على الثقافة، أم يُهتمّ بالقشور والأبراج والسوق والمطبخ والسياسة الدارجة، والوقائع والحوادث والإثارة؟!
– ألا يسهم الإعلام في ظلم من يستحقّ الظهور والإضاءة على إنجازاته؛ بإظهار المعوَّمين الطافين المعروفين والقائمين عليها؟!
– هل يحفّز الإعلام على الثقافة والنشاط الثقافيّ والإنجاز الثقافيّ؟! وإلى أيّ حدّ؟! وبأيّة طريقة؟!

*الأحزاب والمنظّمات والنقابات والجمعيّات
– كيف تتعامل هذه المؤسّسات مع الثقافة؟!
– في كلّ منها مكتب للإعداد والثقافة والإعلام؛ كيف يمارس مهامّه؟!
– ما هي نسبة المثقّفين في قياداتها؟! وكيف يتمّ اختيارهم؟!
– هل هناك نشاطات ثقافيّة؟! وهل هي فاعلة ومجدية؟!
– هل تهتمّ بالموهوبين فيها؟! وهل تسعى إلى رعايتهم وفتح المجالات لإبراز إبداعهم، وإعطائهم ما يستحقّون من مقام واهتمام؟!

*المقترحات والتوصيات:
– إغناء البيت ثقافيّاً، وبالوسائل والعناصر الممكنة، (مجلّات، جرائد، مكتبة، آلات موسيقيّة…)، وإشاعة أسلوب الحوار والتحفيز بأسلوب غير مباشر..
– تشجيع المبادرات الثقافيّة في المدارس، واكتشاف المواهب، والحثّ على التواصل مع المكتبة وإهدائها الكتب، والاستعارة منها، وأن يُمنح المتفوّقون في المذاكرات والامتحانات كتباً أو مجلّات ثقافيّة…
– التواصل الجادّ بين المؤسّسات الثقافيّة والإعلاميّة والتعليمية باستمرار ومنهجيّة..
– الخروج إلى الجمهور الثقافيّ في مواقعه؛ في القرى، والمدارس، والحارات، وأيّة تجمّعات قائمة أو ممكنة..
– الابتعاد عن الخطابة والشعارات والمناسباتيّة والارتجال..
– اعتماد أسلوب الحوار والإقناع والعرض الأليف والقرب والتواضع والجدّيّة والصبر..
– طرح القضايا التي تهمّ الناس، والتعمّق في عرضها ومناقشتها واقتراح الحلول الممكنة.
– عمد تكرار الأسماء والموضوعات؛ ولا سيّما المستهلك منها، واعتماد الجديد والمفيد والحيويّ…
– من الضروريّ أن يتبع كلَّ نشاط ثقافيّ نقاشٌ حول عناصره (ويمكن أن يحضَّر المحاورون مسبقاً): الموضوع، المادّة المقدّمة، الأسلوب، الأداء، الخلاصة، الدعوة إلى النشاط، الحضور… وصولاً إلى الجدوى.
– من الضروريّ أن ينتج عن النشاطات الثقافيّة النوعيّة خلاصات ومقترحات وتوصيات، ترسل إلى الجهات المعنيّة للمتابعة والتنفيذ..
– على أيّ مؤسّسة أو جهة أن تجري تقييماً موضوعيّاً لنشاطاتها الثقافيّة (وغير الثقافيّة)، خلال مدّة معلومة: أسبوع، شهر، عام، دورة… وبعد كلّ نشاط نوعيّ: مهرجان، ندوة، فيلم، أيّام ثقافيّة بعنوان محدّد، وبمناسبة معيّنة.
– الاهتمام بمثقّفينا، وعدم تغييبهم لصالح مثقّفين نستجلبهم من جهات ودول أخرى..
– الاهتمام باللغة العربيّة الفصحى، وعدم تغليب اللهجات العامّيّة عليها؛ ولا سيّما في النشاطات الثقافيّة.
– الاهتمام بالنصوص والقيمة الإبداعيّة فيها، لا بالأشخاص؛ جنساً أو موقعاً أو لقباً، على حساب الجودة.
– إعطاء لجنة تمكين اللغة العربيّة حضوراً أوسع وفعاليّة أكبر، والاهتمام بتوصياتها واقتراحاتها.
– متابعة مختلف النشاطات الثقافيّة، ونشاطات الملتقيات والنوادي الثقافيّة.. فنّيّاً؛ للوصول إلى المستوى المقنع والمجدي.
– الابتعاد عن الشخصانيّة في العمل الثقافيّ، والتحلّي بالموضوعيّة..
– الاهتمام الجادّ بالأجيال الشابّة ثقافيّاً، وتحفيزها على الإسهام الفعّال في الفعل الثقافيّ.
– الاهتمام الجادّ بما في الريف من إمكانيّات ثقافيّة، والإضاءة عليها واستثمارها في الرصيد الثقافيّ العام.
– البحث المستمرّ عن المواهب في كلّ مكان، والاهتمام بها ورعايتها..
– إغناء الصفحات والمواقع الالكترونيّة الثقافيّة بالمواد الجادّة المراجَعة، والتغطية الموضوعيّة للنشاطات المميّزة؛ بدلاً من إغراقها بالصور الشخصية، الرسميّة وغير الرسميّة، والكلام المجّانيّ، والتقييمات العاطفيّة غير المسؤولة.
– التواصل بين المؤسّسات الثقافيّة والمؤسّسات التي لها طابع اجتماعيّ (المنظّمات والنقابات…)، والقيام بنشاطات مشتركة، ودوريّة..
– التواصل مع مجالس المدن والبلدان والبلديّات، التي لديها مخصّصات للثقافة والتعاون على صرفها بما هو ثقافيّ مفيد ومجدٍ.
– الاهتمام بأصحاب الإنجازات الثقافيّة، وتكريم المتميّزين منهم.
– إطلاق المسابقات الأدبيّة والثقافيّة الجادّة، في مختلف المستويات والأحياز المحلّيّة والقطريّة.
– إقامة مسابقات ثقافيّة مباشرة في التجمّعات (الأحياء والحارات والساحات والحدائق العامّة، وفي المؤسّسات الثقافيّة وسواها (في المدارس والمؤسّسات التعليميّة وغير التعليميّة المختلفة)، أمام الجمهور، واختيار المتسابقين من بين الجمهور، وتسليم جوائز للفائزين.
– تكريم المتميّزين ثقافيّاً بشكل دوريّ، وباعتماد معايير شفّافة وواضحة ومعلنة، ويكون التكريم مادّيّاً ومعنويّاً ومشهوداً.
– عدم الاهتمام بالألقاب المجّانيّة، والتكريم غير المسوّغ، والفوز بالمسابقات الاستعراضيّة الأرضيّة والفضائيّة؛ المحلّيّة والخارجيّة..
– المتابعة الإعلاميّة الجادّة والواعية للنشاطات الثقافيّة في مختلف المناطق؛ ولا سيّما في الريف، والإضاءة على الموهوبين ونتاجهم وإنجازاتهم.
– تثقيف الإعلام بشكل عام، ويفترض أن يقوم بالإعلام الثقافيّ من لديهم هاجس ثقافيّ، أو هم أقرب إلى الثقافة، وإذا أمكن أن يتولّى ذلك مثقّفون يمكن الاستفادة منهم إعلاميّاً.
– تواصل المؤسّسات الثقافيّة مع المؤسّسات التعليميّة، وإقامة نشاطات بالاشتراك معها وفيها، ورعاية الموهوبين، وإقامة المسابقات الثقافيّة؛ ولا سيّما الكلّيّات الجامعيّة القريبة من المنحى الثقافيّ (كلّيّات الآداب والعلوم الإنسانيّة).
– أن يكون القائمون على الشؤون الثقافيّة، المسؤولون والرعاة (بشكل مباشر أو غير مباشر)، في أيّ منظّمة ونقابة ومؤسّسة، وفي أيّ مكان وزمان، ممّن لهم شغف بالثقافة، أو هاجس حقيقيّ بها.
– الاهتمام بمفهوم القدوة والرمز الثقافيّين، من الأحياء والراحلين.
– تطوير وسائل الدعوات إلى النشاطات، وتشجيع الزائرين، والعمل على الاستزادة منهم..
– الحيويّة والتنوّع في النشاطات، والاعتماد على معايير الإمكانيّة والجدوى في استضافة المشاركين في النشاطات.
– الجانب المادّيّ مهمّ؛ إضافة إلى الجانب المعنويّ، ويمكن البحث فيه حسب الإمكانيّات، من دون أن تلجأ الثقافة إلى التسوّل من أصحاب رؤوس الأموال، أو غسلها لهم!!
– أن يكتنف الاحترام والجدّ والشعور بالمسؤوليّة مجملَ عناصر الفعل الثقافيّ؛ أيّ فعل ثقافيّ تقوم به جهات عامّة أو خاصّة.
– الثقافة هي الحلّ الأنظف والأوفر والأبقى، والأكثر أماناً وضمانة وحصانة؛ فلتعطَ ما تستحقّ من اهتمام وجهد ووقت وإمكانيّة…
***
غسّان كامل ونّوس

اترك رداً