أومأتُ للربّانِ
حينَ أطلَّ من برجٍ
بحجمِ الكوّةِ التي انفتحتْ
وغاب
لمْ أنتهِ من عرضِ
وجهتيَ التي أَعيَتْ
حروفَ المدِّ
واتسعتْ
وخانتْني الجهاتْ
كم مرّةٍ
يمَّمْتُ شطراً
غابت الرؤيا قُبَيْلَ
المفرقِ المأمولِ
وارتدّتْ سحاباتُ الطّلول؟!
كم كوّةٍ
أيقنتُ أنّ بها
علاماتِ الوصول؟!
كم رحلةٍ
أومأتُ للرّبان
أن يمضي؟!
ولم يتذكّر الرّبان
أيّانَ المحطّاتِ
التي عبرتْ
ولم أمضِ
إلى أجلي!
كم راكبٍ
ملّ الجواب؟!
كم ناعبٍ
كرهَ اقترافَ
قراءة الدعواتِ
في أذنِ الحكايةِ
لا ضريح!
أومأتُ من فوق الرؤوسِ
تعبتُ
من شدّ الكفوفِ
تطوفُ بي
وتشدّني نحو التراب عواقبٌ
وتلحُّ روح
ومللتُ هذا العرشَ
بعضَ الوقتِ
كيف يطيقُ
أهلُ العرش موجاتِ السنين؟!
لكأنّني
ما كنتُ رهنَ إشارةٍ
لم تنقضِ
ومكثتُ أرقبُ..
خافقي يبتزّني
وأحضُّهُ..
ونسير فيضَ نبوءة
لم نرضَها
وحكايةٌ تترى
ولا أدري بأيّ قرينةٍ
تُرمى القيودُ إليَّ
أطرافي وأطيافي
وصوتي بحَّ-
لا أدري
بأيّ جريرةٍ
خُبّئْتُ منْ عرسِ
القبيلةِ
وارتضيتُ الاغتراب
لم يبقَ إلّا أنْ أرومَ
غوايةً أخرى
لعلّي لا أجاب!
لم يبقَ إلّا أنْ أقومَ
بلا رداءِ الصَّلبِ
أُوصدُ كوّةً أخرى
وبابْ
أومأتُ للرّبانِ أنْ يمضي
ولن أمضي
فسرّي هاهنا
أو أكتفي
أنْ أقتفي
ظلَّ السحاب!
***