الفئة: شعر
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: الأسبوع الأدبي ع 1497
تاريخ النشر: 2016-07-10

ما كنتُ
-حينَ تناهتِ الدّنيا
إلى غسقٍ-
أميلُ
إلى احتضار
ما كنتُ منصرفاً
إلى قلقي
ولا في ركنيَ المعزولِ
ما يكفي
سوى رمقي
ما كنتُ يومَ تنادتِ الرؤيا
أهيمُ ببردتي
خجِلاً
ولا عَجِلاً
ولا خطرتْ
– يقيناً أو نزوعاً-
آيةٌ للحسنِ
أو حطبٌ ونار
ما كنتُ منتظراً
بساطَ الرّيحِ
أو سِحْراً يقرّبُ
ما تناءى
أو يعدّلُ في المصائرِ
أو يبدّدُ ما تقدّمَ من ذنوبٍ
أو تأخّرَ
أو يبدّلُ في مفاتيح المغاره
ما كنتُ
-حين مطيّتي عَثَرتْ-
أظنُّ بأنّها تشكو
وحينَ عثرتُ
لمْ أقوَ
على ردِّ السهامِ
ولا مداراةِ
البشاره
ما أنتَ؟!
جاءَ الصوتُ من دَهَشٍ
وما تبغي؟!
ورحتُ أسائلُ الأيكَ
الشّراعَ
الموجَ
والجزرَ التي تنأى
وطيفاً عزّ ذاتَ مدىً
ورجعَ صدىً
ووقفتُ أستهمي
العلاماتِ
الرؤى
الشاراتِ
فرسانَ الحكايا
لمْ أرتوِ
من غيمةٍ عبرتْ
ولا من وقفةٍ عرضتْ
ولا فيضٌ يهلُّ
ولا أخيب
ما زلتُ منتظراً
دليلاً لانعتاقي
ما زلتُ مزدحماً
بأطيافٍ تفرُّ
بأفقيَ الموؤودِ
في غنجٍ
وأعرُجُ في الدّروبْ
لم أسألِ الوخزَ الأليفَ المرَّ
عن شغفي
ولا شجني يؤوبْ
فعلامَ تُنذرني بقربِ
خلاصيَ الموهومِ؟!
أم تُهَمٌ لكشفِ الزادِ
والسرِّ المعتّقِ
في خوابي الكهفِ؟!
أم حسدٌ
على هولِ الأمانةِ
واتّساعِ الهمِّ
والرؤيا؟!
أمْ أنّ ما في جعبتي
دررٌ من الوجعِ الرّصين
أمْ أنّ ما ألقى
وما في جبّتي
أو علّتي
خبرٌ
سيغفو بعد حين؟!
***

اترك رداً