الفئة: شعر
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: دوائر الإبداع ع 10
تاريخ النشر: 2017-06-01
رابط النص الأصلي: 

الشمسُ هي الشمسُ الحَرّى

والأفقُ هو الأفقُ استعرى
وأنا…
هل ما زلتُ أنا؟!
ما بينَ الرعشةِ
والحزنِ النزويِّ
ستارْ
ما بينَ الحسرةِ
والخبَبِ الرعويّ
مزارْ
وأنا…
هل ما زلتُ أنا؟!
لا فرقَ كبيراً
ما بين سريرِ الزرقةِ
والمرجِ الأبكمْ
لا فرقَ عزيزاً
ما بينَ وسادةِ غيمٍ
أو عَرَجِ الوهمِ
بأرضِ الكوخِ الأشرمْ

ولعلّ الطينَ الواثقَ أرحمْ!

*

يمّمْتُ شراعاً
من رحمِ هيولى
والريحُ تُهدْهِدُني
صوبَ بساطٍ أزرقْ
والسّمْتُ العُلويّ تعمّقْ
والبحرُ تناءى
والأفقُ استعلى!
وأنا
ما كنتُ أنا
ما يمكن أن أغدو –بعدُ- أنا
إلّا حينَ تعودُ الريحُ
لتوقظَني
في أرضي الأُولى
*
ليسَ سريراً؛
هل أكثرُ منْ مفرشِ هجسٍ
أبعدُ من هجعٍ محدود
أو من معطفِ آلٍ أقربْ؟!
ليسَ سريراً أزرقَ
أو أبيضَ
أو أشهبْ
ليسَ يسيراً
مع فيضِ سلاسةِ
لونِ الكفنِ الناصع
ووعورةِ قمّاتِ الثلجِ
ولا مزلاجْ
لكنّي لستُ السائحَ يسهو
فوقَ صفيحٍ من ريحٍ
تلهو
أو تتعكّرْ
صعّدتُ بلا أقدامٍ
أو معراجْ
لا أملكُ إلّا ترتيلاً يستعصي
ودعاءً قد يحرنُ
أو يتعثّرْ
لا أعرفُ من يتشفّى منّي
ليس لديّ
سوى الملّاحِ الغائب
وحزامِ أمان!
لم أعتدْ أنْ أتوسّلَ غيباً
الغيبُ الأكبرُ
أكبرُ من سَوءاتِ الكائنِ
في شطحاتِ العُمْرِ
وسهواتِ الوجدان
الغيبُ الأبعدُ
أبعدُ من أضغاثِ التلقينِ
ومن مَدَياتِ الغفلةِ
والنّكران
الغيبُ الأبعدُ
أقربُ من رَجعِ الطَّرْفِ
إلى موردِهِ
الغيبُ الأعمقُ
أعلى من مهدٍ -أو لحدٍ-

يغشاهُ بلا حولٍ
إنسان!
***
على متن الطائرة إلى عُمان
22-11-2013م

اترك رداً