الفئة: ما كُتب عنه
بقلم: إسماعيل ديب
الناشر: صحيفة تشرين
تاريخ النشر: 2011-02-03

المثيرات الحسية والحدث القصصي في «الزمن الراجع» للقاص غسان كامل ونّوس
إسماعيل ديب
تنمو الصور وتتكامل فيما بينها, والتي تحمل طابع الحلم, وتقوم المثيرات الحسية المتشكلة فيما بينها على إعطاء الحلم صفة التنامي.

وصولاً إلى الغاية المرجوة التي يريد القاص الإفصاح عنها, ويتكئ الكاتب على الحدس الحسي والنفسي والمثيرات الحسية المباشرة وغير المباشرة والتي تسهم في تحريك مكامن اللاشعور عند القاص والمتلقي معاً معتمداً على المنولوج الدّاخلي, فالقاص شاعر لذلك يضعنا في مجموعة من الدّلالات الرمزية والإيحائية, وهي ذات صفات تفاعلية تقوم بينها علاقات أصلية على الرغم ممّا توحي به من استقلالية فردية حول ذلك, والقاص هنا وفي معظم قصصه ينسل ليكون بطلاً لتلك القصص فالقاص يمشي على ظله في كل ما كتبه, (أحسست أنني بلا أطراف, هل أفقت؟ لماذا لا أستطيع تحريك يدي.. ساقي.. رأسي..؟ فتحت عيني, لم أعد نائماً إذاً.. لازال غير قادر على تحديد ما أراه وما رأيته منذ حين يا إلهي هل كنت نائماً حقاً؟ هل كان حلماً؟ ليته كذلك, ليتني لم أفق، ليتني أنساه) من قصته رؤيا.

المثيرات الحسية والحدس الحسّي يجسده من خلال الطرح عبر المنولوج الذاتي والذي يأخذ طابع الحوار والاستفسار وهذا مايسهم في إضاءة جوانب النص والتنفيس عن مكنونات المتلقي عبر عملية القص والإسقاط عليها بمجمل المثيرات والاستفسارات, فيردم الفجوة بين القاص والمتلقي(لم أكن متاكداً أني رأيتها أو سمعت عنها هل يمكن أن أتعرف عليها؟ هل هي موجودة أصلاً؟ هل يمكن أن توجد في زمن كهذا؟ كان الاستمرار في الحال مدعاة للقلق والحيرة والكآبة) من قصة اللّجة. ‏

استخدام الأنا ‏

القاص يعبر عن مكنونات شخصية بلسان المتكلم مستخدماً أناه في كشف مكنونات الشخصية الدّفينة معتمداً على الدلالات الرمزية والإيحاءات الذكية وتبدو الشخصيات كأطياف في مرآة مهمشة تم الكشف عن مكنوناتها دون إيضاح سماتها العامة وملامحها الشخصية أي الهيئة العامة. ‏

يندحر المكان في قصص المجموعة ويتلاشى الزمن وهذا ما يسهم في ارتقاء محسوسها إلى أفكار مجردة لترتقي الفكرة في عالم السمو والمطلق, وهنا كشف لشخصية القاص كشاعر يسمو بمفرداته في عالم المطلق عالم المثل والجمال (الطريق متضاغطة بشغف الحيوية ومشغولة باللهفة وترانيم الخصوبة, عيون تتناعس وتتجاحظ مترقبة ومتتبعة أطياف وقامات متوحدة اللون متشبعة الأفكار والأحاسيس وإيقاعات الخطو المنثور تتواتر منفلتة من قيود الوقت) ‏

(الزمن الراجع) مجموعة قصصية للأديب غسان كامل ونوس تربو على المئة والخمسين صفحة صادرة عن دار عروة للنشر. ‏

اترك رداً