لطالما شكلت الوحدة الوطنية السد المنيع في وجه المحاولات الرامية للنيل من صمود بلادنا من خلال الإرهاب الأعمى، والأعمال الوحشية، والعزف على الوتر الطائفي، تحت هذا العنوان أقيمت ندوة حوارية بين فرعي نقابة المهندسين والمحامين في طرطوس، وفيها، تحدث الأديب غسان كامل ونوس نائب رئيس اتحاد كتاب العرب عن الوحدة الوطنية التي اعتبر أنها موضوع واسع وعميق ومستمر، لا يتوقف على الأزمة الراهنة فقط، بل يفترض أن يكون دائم الحضور في نشاطات النقابات والمراكز الثقافية، مضيفاً أنه مع مرور ثلاث سنوات على الأزمة، بقيت سورية صامدة بمؤسساتها وشعبها وخطها المقاوم، وهذا يدل على قوة الوحدة الوطنية بين أبنائها.
وأشار ونوس إلى أن مواجهة الإرهاب تتطلب فعلاً ثقافياً، ووعياً، وإرادة وصبراً، وأن الفعل الثقافي يقوم على نشر الثقافة في المجتمع و يجب أن يؤخذ به الآن، ولا ينتهي بانتهاء وقائع الأزمة، بل يتواصل لمواجهة آثارها الأكثر كارثية التي يمكن أن تؤسس لأزمات أخرى، وقد تم في الأزمة استغلال محدودية التفكير في البيئات المغلقة، وحاجات الشرائح المهمشة، ورغبات المكبوتين، وشره الطامعين، وغضب المظلومين، فشحنت النفوس بالبغضاء، وعبئت الأذهان تطرفاً.
ولفت ونوس إلى أنه على الدولة اتخاذ إجراءات آنية هامة في ظل الأزمة كمساعدة الناس بتأمين شروط العيش، والتخفيف عنهم، والتواصل الحيوي مع البيئات المغلقة، والتعامل المباشر مع أبنائها، ومحاولة فتح النوافذ الاجتماعية والإعلامية، وملاحقة الفساد والفاسدين ومحاسبتهم أينما كانوا، والاهتمام بالشرائح المهنية العاملة، ولاسيما في القطاع الخاص، والاهتمام بالإعلام الرسمي والخاص، وبالسجون والمساجين الذين قد استغلوا بعد خروجهم من السجن أبشع استغلال في هذه الأزمة.
الفئة: ما كُتب عنه
بقلم: رشا سليمان
الناشر: جريدة البعث
تاريخ النشر: 2014-02-07
رابط النص الأصلي: http://www.albaath.news.sy/user/?id=1914&a=155607