شهادة:
في مهرجان
الفن والأسطورة في الرواية العربية
الرقّة (2007م)
التلويح بالكلمات..
غسان كامل ونوس
… وما تزال الحكاية تتناسخ والغصّات تترى.. وأيّ مدى؛ مهما تشاسع، أو تضاغط، من دون آهات أو نشيج؟! حتّى إن هدهدته السفوح المتعالية، وشاغلته الأبنية المنتثرة المنشغلة بعوزهـــا وحاجاتها، أو المتدشّئة متعة وغروراً، وراودته الأنهار، التي تكاد تنكفئ إلى كآباتها، وتغصّ هي الأخرى بمخلّفات تخمة، وبقايا نهم وجوع..
*
(يخرج الكائن من كهفه بلا تفكير أو محاكمة، ينظر في الغابة البعيدة، يمشي، تكبر وتكبر. يعود صوب الكهف، ينظر إلى الخلف، تصغر وتصغر..) (1) فتبدأ ألهية التقارب والتباعد.. يحتاج الكائن إلى أن يأكل، فيهرع إلى ما يسدّ حاجته، يشبع، فيعفّ. ويلبّي نداء غامضاً آخر بلا رغبة أو وعي. يشكو الريح لإله الريح، وينقبض من البرق والرعد، ويفرح للمطر والخضرة.. يتعبّد لهذا، ويتوسّل لذاك، ويحتفي بذلك.. يشحّ ما يُؤكل، ويُتَنافَس على أنثاه، فيحبّ ويكره، يتمنّى ويسعى! وتزداد إحساساته، ويفكّر بما يكون، ما كان، وما سيكون، أو يمكن أن يكون..!
يفكّر ويشتهي ويعجز.. يبعّد ما يلزم؛ ليبقى لائقاً بالقرابين والشكوى، وتسهل عبادته، ويقرّب ما كان ممنوعاً. ليحمّله التبعات، ويقدّم لديه الأضاحي..
يقول، ويصرخ، ويركض، ويصطاد، ويرسم، ويكتب، ويموت..!
*
هي المساءات الموبوءة بالضجيج المكتوم، والفحيح المعلن، والأزّ والحزّ على مختلف المواضع الحسّاسة..
هي الصباحات المحمّلة همومَ الجري المطارَد واللهاث المحموم للوصول إلى.. لا قرار، أو الفوز بصيد اللقمة/الحاجة، وتأمين الرصيد الملحّ وغير الكافي- ربّما- للبقاء في قيد الحياة، عقوبةً إضافيّةً، قد تُحرَّرُ منها إلى هوّة الموت.. الموتِ/ القدر/ الخلاص/ العادل/ الغادر/ القادم/ الحازم/ المنسلّ/ المتردّد/ البغيض/ الأليف/ الدافئ/ المشتهى..
*
[ ليست الأسطورة تعويذة نستعين بها لإنجاز النصّ الأدبيّ عموماً والروائيّ خصوصاً؛ كما أنّها ليست لازمة، لا بدّ من البدء بها والانتهاء، أو العودة إليها بعد فصل أو آخر، جزءٍ أو سواه؛ ولا جواز عبور، يلزم، ويكفي للعبور إلى الإبداع الأدبيّ؛ وليست تحصيل حاصل؛ أي أنّها حالّة في النصّ لا مناص، من دون اكتناز كاتبه بها، أو اغتنائه أو تمثّله، أو من دون استحضار، أو اعتناء أو اهتمام؛ ولا يعني هذا أنّها تحتاج إلى طقوس خاصّة وظروف استثنائيّة لاستدعائها.
ومن الظلم للأسطورة، وللمسلّحين بها، المعزّزين برصيدها، أن نقول: إنّها لزوم ما لا يلزم.. فالأسطورة ليست مادّة فحسب، فكرة أو عنصراً أو حركة.. وليست طقساً مجرّداً، يُنقل من زمن إلى زمن، أو ينتقل بما في حيّز إلى حيّز آخر، ولا تطاولاً على الرموز الكبرى (المقدّس منها وغير المقدّس)، والقضايا المصيريّة، وتطويعها أو إقحامها في عمل أدبيّ؛ ولا هلوسات أو تخييلات بعيدة عن الواقع، بشروطها الخاصّة، التي تجعل عناصرها تتولّد، وتتصرّف، وتفكّر خارج المألوف.. فحسب!
الأسطورة في النصّ الأدبيّ ملامح وإشارات، أصداء وآثار ومديات، زفرات وأنّات وشهقات، أمانٍ ودعوات، لهفة ونزوة وتوق ورغبة.. قوّة وخوف وضعف، بحث عن أجوبة وأمانٍ واطمئنان، تأمّل وتساؤلات وشكوك، طراد وانكفاء، استخدام للمقوّمات والإمكانيّات في فهم الوجود والتكهّن بالمصائر، والسعي للاستزادة من الطاقات في مواجهة الآخرين؛ كائناتٍ وفصولاً وعناصرَ طبيعيّةً مرئيّةً ومخفيّةً، مستوثَقةً أو متوهَّمةً، مألوفةً أو منبوذةً، قريبةً أو مقرّبة، بعيدةً أو مستبعدة..
الأسطورة رذاذٌ من بحيرة الحياة الراكدة حيناً، الصاخبة أحياناً. والأسطورة أبخرة من أتون مضطرم، لا ندري من أشعله، ونفتّش عن مبتغاه، ونرى بعض وقوده، الذي يشبهنا، ونحاذر أن ننزلق في بوّاباته، فنهرب من منزلق إلى آخر، ونفرّ من لفحه إلى لفح آخر. قد نسقط في الطريق من جرّاء التعب والأقدار والقنوط بما لدينا من أدوات.. ولكنّ الخوف من الآتي المجهول، يدفعنا إلى المغامرة مرّة ومرّات، والبحث عن أدوات أكثر نجاعة.. فننشغل عن فشلنا بالبحث من جديد.
وليست الأسطورة ما قرأناه فحسب، وما يمكن أن يُدرج تحت هذا المسمّى؛ ممّا يعني اقتصارها على تلك النصوص، التي وصلت، ولا شكّ في أنّ هناك نصوصاً كثيرة أخرى لم تصل. وبرغم ما يَسِمُ النصوص الأسطوريّة، على اختلاف وقائعها وعناصرها، من سمات تشابه أو تقارب؛ فالصراع من أجل السيطرة والبقاء، ومواجهة قوى بالغة الهيمنة والتأثير والجبروت، والتسلّح بالأدوات من مختلف الأشكال والأنواع.. مادّيّة أو متوهّمة، والتمترس وراء تحصينات الكينونة والخلق، واستخدام الملكات وتطويرها، حتّى بما هو غير مألوف في شروط هذا الكائن الإنسانيّ.. هي بعض أصداء الأسطورة. وهي لا تتوقّف عند تلك النصوص أو عصورها؛ بل يمكن أن تنتقل، أو تتمثّل، أو تتمظهر في النصوص التي نكتب، بعناصر ورموز وعلاقات عصريّة.. على الرغم من بساطتها وقربها منّا، أحياناً؛ فتأثيراتها ومفرزاتها ونتائجها، لا تقلّ أهمّيّة ومصيريّة و.. كارثيّة!!
*
وممّا لا يحتاج إلى تأكيد، أنّ الإشعاعات الأسطوريّة في الكتابات المعاصرة، لا يقتضي قراراً مسبقاً، ولا يتمّ عبر قصديّة ونوايا؛ بل إنّ ذلك يُحضَّر عبر الذاكرة، التي قرأتْ، وتفهّمتْ، واستثيرت، وتأثّرتْ.. الذاكرة التي اغتنتْ بتلك الحكايا، واكتنزت بالكثير من موادها النفيسة، واكتأبت من الخطايا الكبرى، والأخطاء المتعدّدة.. تجد نفسها آنَ الكتابة؛ حيث التدفّق الإبداعيّ يرسم مجراه، تنفث من تلك الكنوز إشعاعات بهذا الشكل أو ذاك، عبر ذاك العنصر أو تلك العلاقة، أو من خلال أسلوب التناول وطريقة المعالجة.
ولا يعني وجود أيّ عنصر أسطوريّ، مهما كانت قيمته أو هيمنته، ومهما كان دوره في الأسطورة الأصل، استخداماً ناجحاً حتماً، أو جودة أكيدة في العمل الأدبيّ؛ فلا شكّ في أنّ من متطلّبات النجاح عدمَ الإقحام، أو الابتعادَ عن الافتعال، وتركَ الأمر يجري كأنّه من صلب العمل، أو كأنّ المستزاد من خصائصه المميّزة؛ كما تزيد بعض كيمياء المياه من خواصّها الإنعاشيّة أو العلاجيّة؛ كبريتيّة كانت، أو معدنيّة أو حارّة.. من دون أن يكون لازماً وجود أشباح عند النبع؛ هذا الذي يمكن أن يكون له ما يسوّغه، وما يجعل المادّة أكثر غنى، في أحيان أخرى.
وهذا ما يقرّره المتلقّون والدارسون، وتُحدَّدُ ملامحُهُ ودرجاتُهُ عبر الزمن.]
*
من أين تبتدئ “المدار”(2)؟!
من سفحٍ منفيٍّ وحارة منسيّة، أو حصارِ قلقٍ وهاجس وحلم وخوف ووسواس..؟!
أو من حاجة ونزوة ورغبة؟!
أم هو الجَلد المستتر، والوقت المخاتل، والوخز المكبوت، واللسع المشرع؟!
أم القدر الذي يستطيع زجّك في نفق، لا يكاد يُضاء، حتّى يُظلِم؟!
وإلى أين المفرّ؟!
أإلى “المصلّبة العتيقة”(3)؟! أم إلى فضاء أجدّ؟!
وأين يقودك الخطو والتطلّع، الانعزال والتخفّي.. “الحضور والغياب”(4)؟!
أليس في ذلك نكوص أو هروب أو قنوط أو موات، بعد الأمل والأحلام والسعي والانطلاق؟!
وأي القطبين يدوم؟!
وماذا في المسار الشائك من أحجيات؟! وماذا في الجهات من إشراقات أو عثرات؟! وماذا يجب أو يفيد؟!
عليك أن تواجه الأقدار حتّى في حيّزك، الذي يضيق ويتّسع، يقَرُّ ويتحرّك.. لا بدّ لك من أن تقاوم بعقلك وإرادتك وثقافتك وعلمك.. فتصمد، ولا تتراجع، ولا تنحدر، ولا تستسلم..
فليفعلوا مايشاؤون.. أولو الأقدار الدنيا/العظمى؛ فالأقدار الأخرى متربّصة أيضاً، وما هذه سوى أنياب لتلك الغامضة وحرابها المشرعة..!
الأمر ليس هيّناً؛ لم يكن ذلك قبلاً، ولن يكون..
وإذا كانت المواجهات لا تتوقّف على تلك الأقدار وممثّليها الأقربين، فإنّ صراعاً آخر لا يقلّ ضراوة مع النفس الأمّارة بالتجاوز والتمرّد والمتعة والامتلاك والوصول..
صراع دامٍ آخر.. ولا سبيل إلى الانتهاء منه، إلّا بنفاد الطاقة الداخليّة، ونضوب الإحساس، وانكفاء النزوع، ونواس التوق.. ويا لها من خسارة؛ بل نهاية!
وإذا كنتَ في كلّ المعارك صامداً ما تزال، فذلك يعود إلى انسجامك مع خصال ورثتَها، ومبادئ اقتنعتَ بها، وتمثّلتَها.. ولست مستعدّاً للتخلّي عنها؛ لأنّك تفقد بذلك هيكلك الصلب، ومسوّغ وجودك ربّما؛ حتّى إن كان هذا المسوّغ غائماً أو مشكوكاً في فحواه، وفي من يقول عنه، أو يتبنّاه!
ولستَ تستطيع المقامرة بما لا تملك، ولا تقدر على ردّه، وإن كان صمودك/بقاؤك مغامرة مفتوحة على جميع الاحتمالات.. وماذا يفيد؟!
ومن الغريب أن تظلّ في قلب المواجهة، تحارب على جميع الجبهات، من دون أن تنسى التساؤل عن سبب كلّ هذا الذي يجري، وأصله، ومنتهاه، أو تغفل لحظة عن التفكير في جدواه، من دون أن يجعلك ذلك تتردّد في المواجهة، أو تتساهل في الصمود، أو تتخاذل في البحث عن طريقة لصدّ النصال، التي تتكسّر على النصال! حتّى ليبدو الصمود قدراً هو الآخر، لا تستطيع ردّه، ولكنّه قدر إيجابيّ وفق معيار ترتضيه (ألا يرتضي سواك سواه؟!).. يفترض أن يترك في النفس رضا أو قناعة أو اعتزازاً.. وفي المجال المستثار ذكرى أو إشراقة!
لستَ المخلّصَ، ولا تجدُّ في البحث عن شجرة الخلود، البحث الذي أعيا الآخرين، الذين قد يمتلكون قدرات أكبر؛ لست حامل العالم على قرنيك، وإن كنت تحسّ بذلك؛ لأنّك الكائن الوحيد المخوّل من قِبَلِ من خُلقتَ على مثال صورته، أو خَلقتَ على مثال صورتك!
الكائن المهيّأ له.. ألهية أو مواساة أو غروراً..!
*
تقرأ عن الطوفان، وتترجّع في ذاكرتك الشتاءات العارية الغاصّة بالمطر والبرد حدَّ التجمّد، و(الدَّلْف) والدفء الذي يفرّ، والريح التي لا ترحم عظامك والجلد، ولا تعبأ بخضرة الزيتون، وصلابة السنديان، وتفرّع البلّوط.. الريح المجنونة، التي لا ترعوي فصولاً ثلاثة، أيّام كان للسنة فصول تتمايز!
تقرأ عن الطوفان والكائنات الناجية إلى حين.. وأمامك الأخاديد العطشى، والغصون الشاحبة، والسنون غابة عصيّة على الكشف، والأيّام نتوءات..
والتنين وما يفعل، والفارس كيف يُقتل..!!
” ما همّكَ النصلُ في القلب،
أدماكَ قربُ الرماة من القلب..!!”
ا لتنّين فساد بأذرع لا تُحدّ، وأحقاد دفينة تتناجز، وقدرات تُستنزف، وكفاءات تُهان، وقوانين تنتهك، وأوامر جاهلة أو عاجزة أو في غير أوانها، ومسارات تُوارَب، وسوائل قانية تكاد تجفّ، أو تُهرَق في غير مجاريها!
التنّين طغيان وتضليل وشهوة للعدوان على البشر والشجر والحجر، ومعايير خاصّة للحساب، وتسويغ للقتل المجّاني، وتغيير في البِطانات والدعاوى، وتنويع في أساليب العذاب..
التنّين حياديّة وسلبيّة أو ساديّة، وتشفٍّ وتفرّجٌ وتلمّظٌ، وتلذّذٌ بانقياد، وتظلّلٌ، وتوسّل لخلاص فرديّ، ومن بعدي الطوفان!
*
وتمرّ فترات تظلم فيها الآفاق، حتّى لتظنَّ أنّ جناح “الرخّ” مخيّم، والصخرة تدوّم في طريقها إلى الوادي السحيق.. فتبحث عن قشّة، تتعلّق بها في الموج المتلاطم، فتكون ريشة، تستطيع أن تغمسها بجراحك المملّحة، التي خلّفتها نتوءات القاع، وأذرع الغرقى والمنقَذين، وجروف الضفاف..
تغمض العين فتأخذك الحال إلى أبراج المعابد، وأروقة القلاع والقصور؛ حيث التعبّد والتهجّد والندامى، والندماء، والليالي المعتّقة الملاح..
وتطوف على المدائن المسوّرة بالحكمة والقدر والتعاويذ، وحكايا العرّافات والحرس والعسس.. وتنظر إلى قوافل الكائنات تتكاثف، وتتباعد.. ورائحة دماء؛ كائنات تطير، وتدبّ، وتزحف.. وأخرى تشبهك، فتحار: هل هي تحتفي، أو تندب؟! تُشيِّع، أو ترجُم؟
وتفكر فيما إذا كان ذاك قرباناً طازجاً، أو ضحيّة جديدة لنزوة ليست عابرة، أو تنفيذاً لتهمة، لا يُتعب في إلقائها أو دحضها، أم هو فقيدُ “بَسوسٍ” أخرى، لا فرق إن كانت بشريّة أو إلهيّة! وقد لا تحزن، إن كانت دماءَ كريم قضى في دفاع عن حقّ ووطن!
فهل تسكت عن الكلام، حتّى إن كان غير مباح؟!
لا وقت لديك للتفكير في ذلك، ولا لترجيع حكايات شهرزاد؛ مخافة أن ينضب الوقت، ويضمر القول، ويضمحلّ الكلام.. فتسكت عن الحياة!
هل تتكفّل الآن بإكمال القصّ؟! وهل لديك القدرة على متابعة المقال؟! والتدخّل في المآل؟!
وهل لدى شهريارك صبر شهريار، أو انجذابه إلى القول وحسن الاستماع؟! وهل لكائناتك رأفة شخوص الراوية الألفيّة، ولحوادثك مرونة حادثاتها، ولكلامك سحر كلماتها، وحكمة أفكارها، وبُعد الغايات؟! وهل ظروفك أقلّ وطأة، وحالك أقلّ حلكة، ومصيرك أقلّ سواداً، فعلتَ أم لم تفعل؟!
أمامك البحر، وخلفك الوعر، وما بينهما السَنُّ والرنين، والمَنُّ والأنين.. وليس لك إلّا الدعاء والسحر، أو القبول بالأمر..!
لكنّك عنيد كشخوصك، الذين يحترقون من الداخل، ويطفئون- يحاولون- الألسنة الحمراء القادمة كلّ حين، ومن كلّ صوب، بأجفانهم وألسنتهم و.. لهفتهم!
فهل هذا أضعف الإيمان؟! أم هو الإيمان جلُّه في هذا الزمن العصيّ على الإقناع، العصيّ على الثقافة؛ متابعةً واهتماماً ومسؤوليّة وجدّيّة؟!
هذا العصر المجنون، الذي يكاد؛ لشدّة اعتراكه وتسارعه، أن يَخرُج أبناؤه من جلودهم؛ إنّهم يخرجون، ليطلّوا عبر أشداقهم فحسب، أو سيقانهم فحسب، وأصواتهم، وآهاتهم..!
وأنت في “أوقاتك البرّيّة”(5) ما تزال تحاول التقاط تلك الآهات، وتلمّس تلك السحجات، ولملمة شراذم الأحلام.. تحاول الطبطبة على الرأس، الذي يرتفع بالرغم من كلّ شيء، والتربيت على الكتف الحمّال، تحاول الترويح عن الضِّيق في النفْس والنفَس، والتلويح لقادمات الأقدار، لا برايات بيضاء؛ بل بصفحات غاصّة بالكلمات، ملوّنة بالأماني، مجنّحة بأطياف الفنّ، الذي يجعل القول مقبولاً يدوم، عابقة برصيد التجارب الإنسانيّة.. أسطورةً أخرى تتكرّر أصداؤها في ما يلي من زمان، وزاداً من الثقافة والكرامة والمكابدة والمناعة والثقة والأمل والأمان..
***
غسان كامل ونوس
(1) من أجواء رواية “أوقات برية” للكاتب.
(2) “المدار” الرواية الأولى للكاتب، صدرت عن وزارة الثقافة- دمشق (1994م).
(3) “المصلّبة العتيقة” القرية التي دارت فيها غالبيّة أحداث “المدار”.
(4) “تقاسيم الحضور والغياب” الرواية الثانية للكاتب، دار الحارث- دمشق (2002م).
(5) “أوقات برّيّة” الرواية الثالثة للكاتب، صدرت عن دار إنانا- دمشق (2006م).