الفئة: شهادات
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: الأسبوع الأدبي
تاريخ النشر: غير محدد
رابط النص الأصلي: 

هذا الملف..

ليس لأن طلعت سقيرق كان عضواً في هيئة تحرير الأسبوع الأدبي، وقد كانت أشهراً حيوية مثمرة، وكان مبادراً وفاعلاً ونشيطاً؛
ولا لأنه أديب شامل له في كل جنس أدبي محراب طقوس وسارية، وهذا يدل على ثراء وأبعاد وزاد وامتلاء، وإصداراته ونشاطاته تدل على ذلك، وله في رصيد “الأسبوع الأدبي” -ما يزال- عدد من المواد في القصة والشعر والقراءات والمتابعات والزوايا والأفكار؛
ولا لأنه إعلامي مخضرم رغم عمره الذي توقف قبل محطتين من نهاية العقد السادس، قضى نصفه في الإذاعة، وجله في الصحافة المقروءة؛
ولا لأنه مبارز في النشاط عبر الشابكة “الانترنيت” منتدياتٍ ومواقعَ ومشاركات ونصوصاً وحوارات؛
ولا لأنه متابع من طراز فريد، حتى لتظن أن أيامه تَعُدُّ ساعات أكثر مما لدى الآخرين، أو أنه مرتهن للكتابة والقراءة فحسب؛ في حين تظهر الوقائع أنه اجتماعي جداً، وعلاقاته واسعة، ومشاركاته كثيفة في الندوات والملتقيات الثقافية وسواها مسافراً ومقيماً، متفاعلاً مبادراً ومعلّقاً، ومزوِّداً بالمعلومات والأخبار والتعليقات؛ فتواصله وحيويته وأريحيته لا حدود لها؛
ولا لأنه مقبل –كان مقبلاً- على الحياة التي تحسّها رهن حماسته وإقدامه..
ليس لكل هذه الخصال فحسب، ويستحق من يتمتع بواحدة منها أن يكون له قدر كبير من الاحترام والاهتمام؛
فبالإضافة إلى ذلك، وفي الرأس منه، أنه الإنسان الفلسطيني، صاحب القضية التي تَمثَّلها في كل خطوة وكلمة وقول ومبادرة.. وعاشت في كل نبضة ونَفَسٍ ولهفة، وكانت فلسطين نصب عينيه الرانيتين تطلعاً وأملاً وآفاقاً وبيادر وشجراً وكائنات تسعى معذبة صابرة أصيلة صلبة متجذّرة، وحين يغمض تترامح الأحلام في مرابع الطفولة والصبا التي كان من المفترض أن تعرفه، وهي تعرف أترابه، وأركان البيوت المعتقة التي كان يأمل لو كانت تحميه وتدفئه، وإشراقات مآذن ورخيمات أجراس تقيه شرود الطرقات وضيق الأحياز.. التي وجد نفسه فيها مذ ولد، مع كثيرين ممن يحلمون، يأملون، يقضون، ينتظرون..
وكان طلعت سقيرق لهم الصوت والأنّة والصرخة والدعاء..
كان القُبّرة التي آثرت أن تنقل ما لديهم من مرارات وعذابات وشكاوى وآمال إلى السماء..
فنعم المقصد ونعم المرسِل، ونعم الرسول!
***
الأسبوع الأدبي

اترك رداً