الفئة: رؤية
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: المجلّة دوائر الإبداع- العدد 5- 2016م
تاريخ النشر: 2016-06-01

* يعرّش الحبّ في الأماكن؛ حيث العناصر القابلة للاشتعال.
* يضيء الحبّ الأركان التي قد تعجز عنها الشموس.
*الحبّ تنهكه التفاصيل، وتشوّهه العلامات الفارقة.
*لا يحتاج الزمن إلى مهماز؛ بل إلى إحساس.
*الواقفون كثر، هل تأخّر القادم، أم انتهى اللقاء؟!
*الحفرة تتّسع، ربما هناك ضحايا آخرون!
*التّسارع قاتلُ المَشاهد والتبصّر والمتعة.
*تتململ الجذوع من تباعد الأغصان، أو تواشجها.
*يكتوي الحقّ ألماً، حين يحتاج إلى شاهد؛ قد يموت ولا يطلبه.
*المفترق يغصّ بالكائنات؛ يبدو أنّ الحياة في مكان آخر.
*القرب يخفّف الظنون، ويكثّف الاتّهام!
*تراجعَ الخفق، ربما اتّخذ الجناح مساره، أو يئس الكائن من التحليق.
*الحظّ لا يتدخّل في تحديد الوجهة، ولا الغاية؛ قد يكون له دور في التأخير، أو توافق العناصر التي تؤدّي إلى ما يكون.
*حين يغدو مجرّد العودة انتصاراً، تغيب الغاية الجلّى.
*قد تصل الرسالة من دون أن يصل حاملها.
*تتخبّط الحكاية متنقّلة من فم إلى فم، بحثاً عن عذريتها التي فقدَتْها لدى الشاهد الأول، فتوغل في الخطيئة، التي يصرّ على ارتكابها الرّواة المتعاقبون، بحثاً عن فحولة مفتقدة.
*لا تستطيع الأزهار المتناهضة إلى الشمس أن تمنع غيابها، ولن تستطيع انتظارها طويلاً.
*ليس لدى الأكثريّة الوقت والاهتمام للتفكير في الأمر، واختيار ما هو أنسب.
*الروح المعذّبة، تبحث عن علامات فارقة، لا يعرفها أحد!
*حارس الجهات مصاب بالّدوار؛
حارس الوقت غربال؛
حارس اللذّة مكبوت؛
حارس الصلاة مرتدّ؛
حارس الزّهر نحّال؛
حارس الرّياح سوّاح؛
حارس الكلام مشتّت؛
حارس الصبر أرعن؛
حارس المشاعر يهذي؛
حارس الدّفء محموم؛
حارس النّضارة موسميّ؛
حارس المنطق متردّد؛
حارس التأمّل مدمن؛
حارس الحياة الموت؛
حارس الموت الخلود؛
حارس الخلود العدم!!
*السائل الذي تجمّع في الحفرة، لم يكن لديه خيار آخر، سوى أن يتبخّر، للتخلّص من الملوثّات!
*السّباق لم ينته برغم انكفاء الكثيرين؛ ما يزال خطّ النهاية ينتظر!
*الفضاء لا يعبأ بالضوء، ولا يطلبه؛ فيلجأ إلينا، وإن كان يطلّ من بوابات السماء المشرعة.
*الراحة والتجربة ندّان لا يلتقيان!
*الثغرة التي تمرّر الفضلات، قد تهبُ المتعة أيضاً!
*الخسارة كبيرة ومتنوعة، هل يعوّضُ أنّ الحكاية ربحت؟!
*المفارق المتكاثرة تؤنس الطريق.
*الواقفون على المفارق، يصرفون الكثير من الوقت في انتظار من يقلّهم؛ ربما كان صَرْفُ بعضِ هذا الوقت في أشياء أخرى، يستطيع تأمين بدائل أسرع وآمن.
*لا أظنّ أن الشيطان منشغل بالتفاصيل عن الأشياء الكبرى؛ نحن الذين نعمل على حسابه.
*التضاريس التي تتعرّج، لا تقصد إتعاب الخطو، أو اختبار الهمّة؛ ولم تتعب، ولم تحزن، ولن تستوي.
*لا دخان بلا نار؛ قد تكون النّار من الدخان أرحم.
*هذا الجرف الصخري يتعالى على السفح، ويتشفّى بالوادي.. السفح يتسلّق ويتملّق، والوادي ينتظر!
*العين لا تشبع، ربما لأنها “مغرفة الكلام”!
*اليد باليد قوة، العين بالعين أشدّ قوّة!
*النسمة التي عبرت ولم نكترث بها، ربما نقلت رائحة مختلفة، فتغيّر المشهد!
*الثواني تتشابه، لكنّ الوقت يختلف.
*أضحى النّهار الصيفي، ولمّا تظهر الشمس؛ هل لهذا الضباب الشفيف القدرة على ذلك حقاً، أم أنها قانطة؟!
*لا معنى كبيراً لهذه الآليّة التي تحدّد مواعيد الفصول!
*ليس للوقوف معنى، إذا كانت الطريق واحدة، وظلَّ الاتجاه وحيداً، والهدف ينتظر!
*إذا كان هدفنا واحداً والوصول حتميّاً؛ فلماذا نتسابق في الطريق ذاتها، ونتعارك؟!
*نتمايز في الطريق، ونتساوى عند المعبر!!
*الفراغ الذي يستشري في الرّبوع والنّجوع، لن يمتلئ بما كان فيه، وبالطريقة ذاتها.. في هذا فائدة أيضاً!!
*حارس الفراغ لا يعبأ بالدفاع، ولا بالمهاجمين!!
*الكوّات المغلقة مجلبة للاكتئاب، والمنافذ المفتوحة إلى فراغ أشدُّ اكتئاباً!
*يموت الحياء على حافّة الحاجة؛ تفقد الحاجة لهفتها على بوّابة الحياء!
*في الانفتاح مجلبة للمفاسد.. ربما، وفي الانغلاق أيضاً!!
*لست في وارد الانتهاء، ولا البقاء بذي بال؛ يا للانتظار الممضّ!!
*الكتاب المفتوح على أمر هام، تنغلق فيه أمور هامّة أخرى!
*تزهو الأسماء، والمسميّات تشكو!
*الصمت الملفّع بالأسى والكآبة، لا يعبأ كثيراً بأقواس النصر!
*الطريق تتوسّع، والخطا تتكاثف، وتتسارع، والزّمن لا يعبأ؛ الرّهان خاسر!
*تختلف التّضاريس بالشكل والحجم والكثافة، وتتمايز بالتفاصيل والثنايا، وتتّفق بالجهد الذي يحتاج إليه من يريد الوصول، وباختبار الرغبة، والإثارة، والقدرة!
*السهل أوفى من التضاريس التي لا تقوى على البقاء طويلاً!!
*التضاريس تغري، والزمن ينهر، والحنين يراود، والألفة تربك!
*يجدّف الصياد باتّجاه السمك، ويجدّف السمك مبتعداً عن القارب، فيقع في الشبكة.
*يا للموعد الذي يستطيع اجتذاب كلّ هذا الجمع من البشر، حتى لو كان للرحيل!
*في السرعة مضيعة للتأمّل، وفي التّسارع تتوسّع ثقوب الرّصيد!
*لا شكّ في أنّ هناك آخرَ يكتب حول الموضوع ذاته؛ وهناك آخرون يقوّمون؛ فمن الذي يقرّر؟!
*هل الحقّ على الشمس، لأنّ في غيابها ضياع الحدود بين الظلّ والضوء؟!
* الحياة شمّاعة الزمن؛
الإحساس مهماز الزمن؛
التحسّر عصّارة الزمن؛
الغريزة احتراق الزمن؛
النّزوة آل الزمن؛
المتعة شَهْدُ الزمن؛
اللّهو مذراة الزمن؛
التأمّل مسبار الزمن؛
الأمل ضرع الزمن؛
الحبّ واحة الزمن؛
الخيبة رماد الزمن؛
الإبداع عُصارة الزمن؛
الكائن فقاعة الزمن؛
النّجوى حداء الزمن؛
الشرود متاهة الزمن؛
الرّضا تابوت الزمن؛
الموت مؤشّر الزمن؛
الزمن لزوم ما لا يلزم!
*تتدحرج من أتون النهايات دمعة تُشرِع البدايات، قد نسمّيها دمعة فرح، تقودنا برضانا إلى النّهاية الغاصة بدموع ليست للفرح..
*ليست الذّكرى للفرح؛ على الغالب، لأنّ أشياء كثيرة افتقدت مع الحدث الذي كان؛ لن تعود!!
*الحلّ الذي تمّ التوصّل إليه، لا يعني أن الحقّ إلى جانب من ذهب إليه، ولا يعني أنه سيبقى إلى جانبه؛ أيّ حلّ؟!
*الأخطاء البسيطة التي يمكن تجاوزها، قد تسبّب خطايا، لا يمكن التكهّن بنتائجها.
*نختصم في امتداح ملامح الذي حجب عنّا الضّوء، الظلّ الذي منع حواسنا من تبيّن ملامحنا أو مشاعرنا.
*حتّى الظلّ، لا يمكث طويلاً بالحال ذاتها.
*لا تحتمل الرغبة كلّ هذا الدلال؛ لم يعد من داع.
*لا تقترب اللوعة من النار، كي لا تنطفئ.
*لا تنسحب الآه بسهولة؛ تعلّقت باحتجاب.
*لا تركن الهمّة إلى ظلّ.
*لا تهرع الخيبة إلى نزوة.
*لا تترطّب الشّفة من آل.
*لا تفرح الزوّادة بالعودة.
*لا تهرع الحيرة إلى دليل.
*ليس في الحب منّة، ولا على الكره عتب.
*حين يكثر التذكّر، تنوس الجدوى.
*حين تكثر الشكوى، ينكفئ الحلم.
*حين تقلّ الحيلة، تكثر الأعذار.
*العبور الفيّاض، لم يترك من ملامح فارقة للمجرى؛ فكيف ستكون الذكرى؟!
*الولع أغرق الحدود، والنّزوع غيّر المعالم؛ يا للكائن الذي كان.
*التقشّر عُمْر، والتماسك عُمْر، ولن يلتقيا.
*يا للقوّة التي تستطيع أن تعيد ترتيب الفصول، كأنّ شيئاً لم يحدث؛ لو أنّها عاقلة!
*من كلِّ الجهات يُؤتى الخائف.
*المواقع التي ترى منها أكثر، لا تميّز فيها الكثير.
*المفارق تحتشد بالانتظار، والطريق لا تغيّر سمتها؛ ثمّة خطأ ما أو غفلة، أو كارثة.
*السكّة التي تضطجع، لا تنام، رغم أنّها وحيدة منذ زمن؛ ولا تستطيع النهوض، خوف أن يفاجئها العابرون بلا موعد.
*الثمار تتعفّن على الأرض؛ لأنّ يداً لم تمتدّ لقطفها، أو أنّ أطرافاً مرتجفة لم تقوَ على حملها إلى الأسنان المصطكّة!
*البحيرة، حتّى وهي تحدّق للأعلى، ليس إلّا، تفقد ماءها.
*المياه التي تقفز بسرعة الشلّال، تتهادى ذاتها في المنبسط بعد حين أو قبل حين، بلا حماسة أو اهتمام.
*لم يتعرّف أحد إلى شعور المياه التي وصلت إلى البحر، وتماهت في ملوحته وشساعته، ولا إلى تلك التي اندغمت في سوق النباتات والزروع، ولا إلى تلك التي تنتهي إلى مستنقعات نائية..
*ليس الانتقال يسيراً بين أن تكون مستساغاً أو منبوذاً، وقد لا يتعلّق الأمر بك.
* التحوّل يحدث نتيجة عوامل داخليّة وخارجيّة، فهل يمكنك، بما تستطيع التحكّم به أو التأثير عليه، أن تجعل الأمر إيجابيّاً؟!
*ليس الخريف مسؤولاً عن الشحّ والتعرّي؛ بل شاهدٌ يتلقّى التّهم بما يحدث في زمنه، أو أزمنة أخرى.. ربّما.
*النوافذ تضيق أم الوقت يُظلِم، أم الأنفاس تبترد؟!
*ليس مهمّاً أن تصل أو لا تصل؛ الأهمّ أن ينقشع هذا الغموض القاتم.
*ليس الغموض مسؤولاً عن أوقاتك العصيّة؛ بل عجزك عن محاولة استكناهه.. ربّما!
*الأجوبة تتزاحم على تخوم السؤال الأهمّ!
*الخوف من السؤال أمرُّ من خوف الجواب!
*المؤشّرات لم تكن تشي، أم لم تقرأ جيداً؟!
*يطلع الصباح، وتنهض الخضرة، ويفتِّح الزهر، رغم كلّ آهاتك وأوجاعك وقتامتك.. وينسدل المساء، وترمد الواحة، وتعرى البذرة، رغم توسّلاتك وابتهالاتك.. فماذا أنت؟!
*كنتَ تنشغل بما لديك عمّا حولك، وكنتَ واثقاً؛ بتّ تنشغل بما حولك عمّا لديك؛ والثقة تشقيك.
*الصحو في حمّى القيظ عَكَر، والغيم العاقر خيبة، والضّوء في الكمين خيانة، والوشوشة في الحضرة ضعف، والصراخ أيضاً!
*الفتحة التي أمضيتَ عمرك في حفرها، أمتعُ من كلّ الفتحات الجاهزة، التي ترفّعتَ عن الدخول فيها.
*في التأمّل اختبار وغبطة بلا تجارب ولا مخبرين.
*من كان بلا تقيّة، ضُبط بالجرم المشهود.
*الانفراجات في السماء الملبدة، دليل أكيد على أنّ لها أكثر من وجه!
*العجلة تحسد الكرة على إمكانية التحرّك في أيّ اتجاه، والكرة تغار من العجلة التي لا تُضيع طريقها!
*الاستقامة قد توصل إلى الأقصى، وتعجز عن مقاربة من انحاز إلى سمتٍ آخر، مهما كان قريباً.
*الشكوى في غير وقتها هذر أو تبكيت، وفي غير مكانها تسرية أو تحجّج أو مسوّغ، ولمن لا يملك القرار صَغار!
*الخيار الوحيد ظُلْم.
***

اترك رداً