لماذا
يفلت منك، وقد خلتَه اقترب حتّى تماهى؟!
يدور بك المكان، الذي حسبتَ أنّك ملكتَه؟!
ينحرف المسار، وقد راهنتَ على البوصلة؟!
تكتمل الشرنقة، التي كنت تنتظر تصدّعها؟!
لماذا
ينسرب الوقت من بين أنفاسك؟!
ويحدودب المشهد من مرصدك؟!
ويتحلّق الذباب، ويتكاثر النمل، وتولّي الفراشات؟!
يا سماءً تقرّحتْ بالدعاء، وتفصّدتْ بما لا يشبه المطر
يا أفقاً تكدّر من دون سحاب
يا سفوحاً تحدّرتْ بلا مزالق، وكأنّها تعلّقتْ بالهباب
وانزوى في الركن غيرُ الزهّاد، واستعرت البراكينُ في جباه مكدودة
متى احترقتْ أصابعُ الجَسّ، واحتشدت القرابين في المعبر المرمّد؟!
الخضرة انجدرتْ، والزهرُ فترتْ إشراقته، والنبع يغرغر باختناق.
والريح تبتلع الصدى في رقصتها المرتبكة، وفي مرمى السمع، وأصداء أقدام مضطربة، واضطرام المِسَنِّ في المسام التي تحفّرتْ على عجلْ.
وفي جعبة المُولِمِ وَقْدٌ من آدميّ
وعلى أطراف المنصّةِ أكفّ تستعدّ للاحتدام
وفي أطراف السُّمَينةِ حبال بأوتاد تتشلّع.
فيا وقاراً منحسراً من يقين متفلّت
يا سُعاراً مخبّأ في أويقات مُضَيّعة
يا رجماً مُرجَأً في جيوب الخطايا
يا سماحاً يتكوّر في اكتئاب…
لا شيء يدعو إلى التبرّج، ولا إلى طاحونة الندم؛
هي الحكاية تهمّ، لا تهمّ، أن تبوح بسرّها،
والكائنات بلا مآب!!
***