الفئة: رأي
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: صفحة facebook;
تاريخ النشر: غير محدد
رابط النص الأصلي: 

غصة وتصويب!
غسان كامل ونوس
لم يكن في نيّتي التخويض في بركة راكدة، حرصاً منّي على عمل مؤسساتي أومن به، وأمارسه؛ وحفاظاً على أن الاجتماعات المغلقة أمانات، حتّى لو لم تكن كذلك لدى الآخرين!
لكنّ ما كتبه الصديق العزيز د.نزار بني المرجة، في الصفحة الأخيرة من الجريدة “الأسبوع الأدبي”، العدد 1351 تاريخ 6/7/2013م -وهو الأخير الذي يحمل اسمي رئيساً للتحرير- هو ما دفعني لكتابة التالي:
– أشكر أخي نزار بني المرجة على التقريظ الذي قد لا أستحقّه، وقد جادت به روحه المحبّة السمحة، ومشاعره الطيبة التي لا أشكك فيها إطلاقاً؛ وأبارك له تسلمه مهمة رئاسة التحرير، متمنياً له بصدق كلّ التوفيق والنجاح، وللعزيزة “الأسبوع الأدبي” التجدد والتطور والارتقاء. وأضيف أنني لم أكن وحدي، وقد أسهم في العمل أصدقاء في هيئة التحرير، وغيورون في أسرة التحرير من موظفين وموظفات ومخرج ومصمم موتيفات؛ أقدّم لهم جميعاً شكري الجزيل وتقديري الكبير.
– إن الكلام الذي عزا فيه الدكتور نزار أمر تغيير رئاسة تحرير الجريدة “الأسبوع الأدبي” على الشكل التالي: “… ويأتي تناوبنا على حمل تلك المهمة تنفيذاً روتينياً، وترجمة لما كان متفقاً عليه بيننا في المكتب التنفيذي في الجلسة الأولى من الدورة الانتخابية الحالية التي عقدت بتاريخ 11/10/2010م (التاريخ يحتاج إلى تصويب!) بخصوص تناوب أعضاء المكتب على تحمل مسؤوليات الإدارات والدوريات..” يثير في القلب غصة ومرارة، ويحتاج إلى تصويب وتوضيح؛
وأسارع إلى القول بحزم إن أمر التغيير في رئاسة التحرير لم يكن أبداً على النحو الذي أشار إليه، وإن كنت أومن بفكرة التداول السلمي للمهمات في كل موقع وحين؛ فقد تحدثت في بداية الشهر الرابع أمام المكتب التنفيذي قائلاً: لقد جهزت أربعة أعداد من الجريدة كيلا يحدث إرباك أو انقطاع في العمل، فاختاروا رئيساً جديداً للتحرير، تنفيذاً لما جرى الحديث فيه خلال الاجتماع الأول من دورتنا هذه، بتبادل المهمات بين أعضاء المكتب؛ وها أنا جاهز للتسليم. وقد تحدث الزملاء بكلام جميل، وتقويم حسن للعمل الذي تمّ في الجريدة، وارتأت الأكثرية أن تبقى الأمور كما هي في مختلف الدوريات والإدارات حتى نهاية العام الحالي 2013م؛ أما من تردد في ذلك وكان لهما رأي مختلف فكانا السيد رئيس الاتحاد والدكتور نزار بني المرجة، ثم ماشيا الغالبية لاحقاً!
وبناء على ذلك، تمّ تعيين هيئة تحرير جديدة بناء على اقتراحنا، اجتمعت بحضورنا ورئيس الاتحاد، ووضعنا برنامج عملنا للمرحلة القادمة.
أما ما حدث بعد ذلك، وهو سبب التغيير الحقيقي، فقد صدر قرار السيد رئيس الاتحاد بتاريخ 29/5/2013م الذي يتضمن “ب ـ إصدار صحيفة جريدة الأسبوع الأدبي بشكل نصف شهري مؤقتاً (يمكن اعتبار الأعداد مزدوجة حفاظاً على الترقيم من قبل المشتركين والمتابعين والمؤرشفين)”. بناء على “قرار المكتب التنفيذي بجلسته رقم /93/ تاريخ 26/5/2013” علماً أن المكتب التنفيذي لم يتخذ أصلاً مثل هذا القرار بخصوص الجريدة في الجلسة التي حضرتها؛ فتقدمت باستقالتي من رئاسة تحرير الجريدة ومهمة نائب رئيس الاتحاد احتجاجاً على ذلك، بالكتاب ذي الرقم /3563/ وتاريخه 5/6/2013م. (إذا لم يكن قد شطب بالكاركتر، كما حدث لنسخته الأولى التي سجلت في الديوان قبل يوم واحد بأمر من السيد رئيس الاتحاد!!) وقد حاول الزملاء في المكتب ثنيي عن قراري والعودة إلى رئاسة التحرير، فرفضت ذلك؛ لأنّها المرة الثانية التي أتقدم فيها بالاستقالة؛ وكانت الأولى في الكتاب ذي الرقم /513/ والتاريخ 17/2/2013م، بسبب ما تعرضت إليه الجريدة من قبل السيد رئيس الاتحاد من اتهامات قاتلة وأقوال لا تليق، وتشويش على أسرة التحرير، وتدخّلات معرقلة لعمل “الأسبوع الأدبي” الجادّ والمطّرد والمنتظم، وملحقها الخاص بأدب الأطفال، الذي استمر نتيجة صمود وإصرار طوال وجودي في رئاسة التحرير، ولم تكن حجة تخفيض النفقات مطروحة آنذاك؛ وبعد اجتماع واحد من مغادرتي هذه المهمة، وبغيابي، صدر قرار إيقافه! كما أشارت كلمة رئيس التحرير الجديد.
لقد قلت مراراً في المكتب التنفيذي وخارجه، وأقول دائماً، وليس هذا جديداً: إن جوهر اتحاد الكتاب العرب هو العمل الأدبي الإبداعي الفكري الثقافي، وتمثّل دوريات الاتحاد وكتبه وجهه الحيوي ومتنه الأساس؛ إضافة إلى نشاطاته الثقافية التي تمرّ الآن في مرحلة بائسة بسبب الظروف الذي نعرف جميعاً؛ وإن تقليص إصدار الدوريات والكتب، سيترك آثاراً سلبية على مؤسسة الاتحاد، وعلى الأدباء والكتاب من أعضائها وغير أعضائها، وهو مؤشّر سيّئ محبِط على المواطنين والبلد واستمرار قيام مؤسساته بعملها؛ فيما نعيش المراحل الأخيرة من هذه المواجهة المصيرية والعدوان المحضر والمنظم والمدروس، ويشكل ضرب النواة الثقافية في هذا البلد أسلوباً وهدفاً وغاية سوداء!
هذه هي بعض الوقائع الحقيقية التي كانت وراء تغيير رئاسة تحرير “الأسبوع الأدبي”! أقول ذلك بمرارة وغصة؛ لأنّني كنت أتمنّى أن لا يبدأ عمل الصديق رئيس التحرير الجديد بليّ عنق الحقيقة، ربمّا أراد أن يكحّلها…! ولا شكّ في أنّ هناك غصات ومرارات أخرى قد تكون أمرّ وأقسى!!
***

اترك رداً