الفئة: رأي
بقلم: غسان كامل ونوس
الناشر: جريدة تشرين
تاريخ النشر: 2013-02-11
رابط النص الأصلي: 

11/02/2013

غسان كامل ونوس نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب:
الاستعانة بالخارج لتخريب الوطن وقتل أبنائه خروج ونكوص وخيانة عظمى
أكد الأديب غسان كامل ونوس نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب أن الاعتراف بالأزمة وعمقها, وتشخيصها, وتحديد عناصرها الخارجية والداخلية المسببة والمساعدة أمر أساس في المعالجة والتجاوز والخروج منها بسلامة, ولكنه لا يكفي, وكلنا مسؤولون في ما كان, ومعنيون في ما سيكون, كل من موقعه ومسؤوليته ووعيه وإمكاناته.

وقال لتشرين: لا شك في أن هناك مؤامرة خارجية محضرة من قبل الأعداء الغربيين التاريخيين والصهاينة العنصريين, ومجهزة بمختلف الوسائل القديمة العفنة, المال والفتنة وضعاف النفوس(العملاء والمأجورين) من خلال استغلال الحاجات والرغبات والنزوات, وأماكن الوهن والفتور, ووسائل حديثة قاتمة رغم بهرجتها: الإعلام, والفضاء الافتراضي, والخديعة والانقلاب الحاد في المواقف التي وثقنا بأصحابها من الأشقاء والجيران إلى درجة العمى.
ولا شك في أن منّا من شارك من حيث يدري أو لا يدري بهذه الأزمة, من خلال المشاركة في تعميم مفهومات الفساد وعناصره وأدواته.. ومن خلال حملات التيئيس من الإصلاح, وإطلاق النعوت المسيئة على المخلصين الشرفاء أصحاب اليد القصيرة واللسان العفيف النظيف, وترك المفسدين بلا محاسبة, أو مساءلة, إلا في حالات تجميلية للمشهد.
لا بد من النظر إلى إيجابيات كثيرة كانت, وإنجازات عظيمة تحققت, والدنيا ليست خراباً جلّها, لو كان الأمر كذلك, لم نكن لنخرج من هذه الأزمة الحقيقية, أو نحن في الطريق إلى الخروج منها, وذلك لأن هناك بنية صلبة, وقائداً حكيماً, وشعباً واعياً, وجيشاً متماسكاً مخلصاً.., ولأن محصلة القوى الخيّرة أكبر من محصلة القوى الشريرة المدعومة من جهات العالم الظالمة.
إن التعميم ضار, والكلام عن السلبيات لا يعني أن الجميع مقصرون في هذا الجانب أو ذاك, بل إن هناك مخلصين شرفاء أنقياء أتقياء أكفياء, علماً واختصاصاً وخبرة. أغلبهم لا يظهرون كثيراً, لأنهم منهمكون في أعمالهم ومسؤولياتهم بعيداً عن العدسات وأقلام زوار الإدارات ومواقع الانفعالات المناسباتية الوافرة!
لا بد من تعريف المعارض, المستقل, وهل هناك حقاً فروق جلية بين أي منهما والمنتمي إلى أحزاب الجبهة؟! وهل كان غير الحزبيين بلا عمل؟! أليست الاختلافات في السلوك فردية تماماً كما هي لدى الجميع؟! وهل تختلف الوسائل في السعي إلى تحقيق المرامي الخاصة والعامة؟! علاقات وسمسرات وانتماءات مريضة.. أو انتظار ممض وخيبات؟!
وهل كان الأمر سيشكل كارثة للبلد لو تم إشراك المعارضين سياسياً بأي طريقة, وهل سيكون الخلاص الأكيد في مشاركتهم اللاحقة؟!
أليس هناك معارض وطني, وحزبي وطني, ومستقل وطني..؟! وهناك معارض مخرب, وحزبي فاسد, ومستقل نهّاز فرص؟!
وهل تجوز المساواة بين من يقبل الحوار والمشاركة مع أبناء الوطن, ومن يرفض ذلك؟!
إن من لا يقتنع بوجود عصابات مسلحة, ولا يرى تقاطر الشهداء من الجيش والأمن والمدنيين المغدورين الممثل بجثثهم, ولا التخريب المتعمد والتفخيخ النفسي والمادي, والتكفير و«الإمارات» المتنقلة.. هل سيرى صفقات الفساد ومسارات الإصلاح؟!
هل يقبل بالديمقراطية ويتبع أدبيات التعددية؟! وهل سيميز بين الفاسد والإصلاحي..؟! وكيف سيحافظ على استقلال البلد والوحدة الوطنية؟!
(من كان بلا خطيئة فليرمها بحجر)..
والكثير من نتائج الانتخابات على بؤسها يعطي مؤشرات واقعية لذلك.
هذا الكلام يتعلق بمن يرضى بالمشاركة في الحوار والعمل في بلده, ومع أبنائه, وهذه ضرورة, لأن الاختلاف اغتناء, والزوايا المتعددة للرؤية تتيح قراءة المشهد بواقعية أكبر, أما من يرفض ذلك, ويتعامل مع الخارج, ويستعين به, بل يدعوه ليخرب الوطن ويقتل المواطنين, فذلك خروج ونكوص وخيانة عظمى.
لا بد من تحديد مفهوم الحوار وآلياته والتعامل المجدي مع نتائجه.
الحوار ليس أن تقول كلمتك وتمشي, لابد من أن يكون كل منا مسؤولاً عن أقواله, ومن هنا أرجو أن لا يطلب أي منا مالم يكن يمارسه, أو لا يمارسه, أو لا يستطيع ذلك.
إذاً هل هناك غياب للرؤية الواضحة للحوار, أم إنه واجب مطلوب إعلامياً وإرضاء شخصي؟! على الأقل!
لأن ما نقوله الآن قلناه مرات, وبأشكال متعددة وأمام كبار القوم, فمن يسمع, ويعي, ويعترف, ويمارس, ويتصرف؟!

اترك رداً