القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الأولى
شؤون عربية ودولية
شؤون محلية
شؤون اقتصادية
ثقافة وفنون
شباب ونساء
شرفات الكلام
مجتمعيات
دراسات ورأي
علوم، بيئة، انترنت
الصفحة الأخيرة
وثائق حزبية
ملاحق النور
شخصيات: فرج الله الحلو
ملحق شباب 2009
ملحق النور
الاجتماع الاستثنائي للأحزاب الشيوعية، دمشق 2009
مؤتمرات ولقاءات
مؤتمر اتحاد الشباب 2008
المؤتمر الحادي عشر
نحو المؤتمر الحادي عشر
خدمات أخرى
أرشيف الافتتاحية
ماركسيات
الموقع القديم
من نحن
اتصل بنا
بحث مخصص
مواقع أخرى
اشترك في النور
أحداث ومناسبات
فإلى أيّ جانبيك..؟! PDF طباعة أخبر صديق
غسان كامل ونوس
07/ 06/ 2011
بدا من بعض مظاهر الأحداث الأخيرة في بلدنا العزيز سورية، ومن خلال تغطيتها والحديث عنها، كأن هناك جهتين متمايزتين؛ الأولى تطالب، والأخرى عليها أن تحقق هذه المطالب! وقد روّج لذلك، وسوّق إعلامياً وسياسياً و(ثقافياً)!
ومع تأكيدنا أن المطالب لا تنتهي مع جريان الحياة المتواصل بهديره أو نوسانه، باستقامته وتعرجاته؛ ويفترض أن تُعلَنَ المطالبةُ بالمحقّ منها، وتشرّع وتتواصل، وليس لها وقت محدد، ولا تخصّ مرحلة بعينها، مع اختلاف إيقاعها تسارعاً وضجيجاً؛ فإن الوقائع توضح أن هناك مشكلة في شكل المطالبة والطريقة التي تتم فيها، وهذا لا يقلّل من فحوى المطالب أو أهميتها أو مشروعيتها.
ولسنا نحتاج إلى الكثير من الجهد، لنتبيّن أن هناك مشكلات في تحقيق المطالب؛ بل قصوراً وعجزاً وتشوّهاً، هذا إذا لم يكن تصامماً وإشاحة وإهمالاً وابتزازاً.. سواء في الشكل والأسلوب والمدى، أم في المحتوى الذي قد يقزَّم أو يجيَّر أو يسوَّف.. من دون أن ننسى أن مطالب حققت أو هي في طريقها إلى ذلك، ومشكلات عولجت وتعالج.
ولكن..
ليس هذا هو المقصود من الحديث؛ لأن ذلك يبدو توصيف الموصَّف وتعرية المكشوف، وتفسير الماء بالماء!
إن في التقسيم ذاك بين مُطالِب ومطالَب، الكثير من الخطل والتشويش والتمييع، والغبن والظلم.
فالإصلاح مثلاً ليس مطلباً محدداً من قبل أشخاص محدّدين، يعني شريحة بعينها، موجهاً إلى أناس معينين عليهم القيام به؛ إنه مطلب الجميع ويعني الجميع وفي كل حين، ومسؤول عنه الجميع.
والإصلاح ليس كلمة أو محوراً أو جانباً من جوانب الحياة، أو غاية بحد ذاته؛ بل هو سبيل إلى غايات الكفاية والعدل والمساواة؛ أي الكرامة.
والإصلاح رؤية شاملة، ورغبة حقيقية، وهاجس ملحّ، وإحساس دائم بأهميته والحاجة إليه، وضرورة صيانته وتطويره.
ومع هذه الشمولية والتشعّب والأهمّية، تكون المسؤولية عامة، تصيب كلاً منّا بدرجات، تختلف باختلاف الموقع والمهمة والخبرة والكفاءة، والقدرة على الفهم والتفهّم، والاقتناع والإقناع، والمبادرة والاستعداد للتفاعل والمشاركة في الفعل وعدم انتظار ردّ الفعل؛ سلبياً للمسارعة إلى الانتقاد والاعتراض أو السكوت والاحتراق الداخلي..، أو إيجابياً للتمتع بنتائجه، والاستزادة مما هو أكثر منه!
والأهمّ من ذلك كله الإحساس بالمسؤولية في تنفيذ القوانين، مهما كان ذلك بسيطاً، ويبدو غير ذي بال؛ الأهمّ من ذلك كله أن ينظر كل منّا إلى نفسه؛ ماذا كان عليه، وماذا أنجز؟! وما هو المطلوب منه الآن، وماذا يفعل؟! وهذا الأمر يشمل مختلف المواقع وجميع المواطنين؟!
فالبيت أساس، والبيئة عامةً: الحارة، القرية، المدينة، الطريق، الرصيف، الموقف، الساحة، الحافلة؛ المدرسة، الدائرة، المؤسسة، المكتب، العيادة، مقر الحزب، المحرس..
وابتداء من التعامل مع النفس، وأفراد الأسرة، والأصدقاء، والآخرين.. وصولاً إلى التعامل مع المراجعين أو الذين لهم علاقة معنا، ولنا علاقة بهم، وظيفياً ومهنياً.
أليس الكثير من هذا مشتركاً بين المطالِبين والمطالَبين؟!
ألا يتحقّق جزء هام من الإصلاح بقيامنا بما علينا؟!
ألا تغدو المسألة أكثر تفهّماً وأريحية وتقبّلاً وسهولة لدى الآخرين، إذا ما رأونا نقدِم على أن نكون قدوة في تنفيذ القانون، وعدم التساهل في ذلك لدى الأقربين منّا قبل الأبعدين..؟!
هذا لا يعني في حال من الأحوال التقليل من دور الجهات المسؤولة في تأمين الأرضية القانونية، ورعاية تطبيق القوانين، والتشدّد في تنفيذ إجراءات المحاسبة على الجميع، وأن لا يكون المسؤولون من مختلف الدرجات خارج هذا النطاق، وأن يظهر ذلك على العلن، من دون أيّ حرج أو حياء أو تواطؤ!
وكما أن هناك من احتجّ وهو صافي السريرة، وتظاهر صادقاً مع نفسه، متألماً مقهوراً، فلا بدّ من إضاءة أن هناك من لم يتوقف عن المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد، في جميع الأوقات، وعلى رؤوس الأشهاد، وقد تحمّل الكثير من أجل نضاله في سبيل التصحيح والتقويم، ولم يهُن، ولم ينصع لكل محاولات الترهيب أو الترغيب أو التهزئة أو التقريع حتّى من المقرّبين ربما، بسبب المعاناة التي أصابتهم بسببه، وقد كان (معارضة) بحقّ وشرف؛ ألا يظلم هؤلاء حين لا يُذكرون، أو لا يُحسب حسابهم، لأنهم لم يتظاهروا أو لم يحتجّوا؟!
لقد انكفأ الكثيرون عن الاستمرار في التظاهر، ممن خرجوا في البداية، ولم تنجرّ الغالبية إلى الساحات والشوارع، وحتى إلى الجوامع لأداء صلاة الجمعة والفرائض الأخرى، بعد أن صارت تُستغَلُّ الجموع الذاهبة إلى الصلاة أو الآيبة منها.. ألا يؤكد هذا أن هناك من هو غير مقتنع بهذه الطريقة، وهذا السلوك وفي هذا التوقيت، وتحت هذه الشعارات أو بعضها على الأقلّ، ومنها ما لا يمتّ إلى الإصلاح والوطنية والإنسانية والمنطق والواقع بصلة؟! ولا سيما بعد أن لم تتأخر أعمال التخريب والقتل الظلامي في الظهور الفاجر والفاجع! ولا بدّ من إخراج هؤلاء المخربين والمجرمين ومموّليهم ومحرّضيهم من أيّ حساب سوى الملاحقة والمحاكمة.
وهناك، للتذكير أيضاً، من قام يطالب مع المطالبين، أو تحمّس لهم، أو كتب أو وقّع من أجلهم، أو عُدّ من قادتهم أو مسيّريهم، في الداخل والخارج، وهو من غابت قضية الإصلاح عنه قولاً وفعلاً في ما مضى، ويؤكد ذلك الكثيرُ من المظاهر التي تبدّت منه في السلوك والتصرف والقيام بالواجب أو المسؤولية!
ولا شكّ في أن هناك من يماثلهم مواصفات وسلوكاً ونفاقاًً في من لم يحتجّ؛ بل إن من مصلحتهم إبقاء الأمور سائبة، والبيدر بلا حراس.. سواهم!
أليست هذه مشترَكات بين الجهتين المطالِبة والمطلوب منها؟! أليس هناك الكثير سواها؟!
إذن..
أليس في الحديث عن جانبين منبتّين مفترقين في الواقع والحقيقة، بصرف النظر عن نسبة هذا الجانب أو ذاك، ما يشوّش ويضلّل، ويجافي الواقع، ويجانب الحقيقة؟!
***
غسان كامل ونوس
النور 487 (7/6/2011)