الشمس وأنت
المهندس العربيّ-
غسان كامل ونوس-
في كلّ يومٍ لقاء ولا كلام
في كلّ يومٍ وداع ولا تحيّة
ستأتي
حتّى لو لم تكن في الاستقبال
وتمضي في سبيلها السماويّ المرصود بلا دليل
وتغادرُ
حتّى لو لم تهرعْ إليها في لحظاتها الأخيرة
هي لا تطلّ من أجلك وحدك
ولا تعبرُ تيمّناً برفقتك
ولا تشتدّ لهفة أو حماسة
ولا تضعفُ شوقاً ولا عتباً
ولا ترحلُ أسفاً أو قنوطاً
أنت من أنت وهي من هي!
لن ترتدّ إليك وأنت في توقٍ إلى شعاع
لن تلتفتَ إليك وأنت تخافُ الغياب
لن تأبه بك وأنت تريدُ الاستغراق في النوم
ليس هذا مهمّاً لها ولك ربّما الآن
وليس مهمّاً لها أنّها قد تأتي ولا تجدك غداً أو بعد حين
المهمّ بالنسبةِ إليك أنّها لن تتوقّف بعد أن تتوقّف أنت
ولن تقفَ على أطلالك يوماً كما تقفُ على أطلالها كلّ يوم!
ولن تغرق في الضباب من أجلك لأنّك لن تعود
كما تستغرق أنت في الحزن حين تنغمس في ما وراء المرئيّ
حتّى إن كانت ستعود بعد حين وحين.
***